ما تركت الكل إلا ورعا
ما تركت الكل إلا ورعا | فسقى الله زماني ورعى |
قمر الغيب بدا في أفقي | يتجلى ولفرقي جمعا |
وفروضي حزمت فيه كذا | سنني صارت عليه بدعا |
فإذا كنت فكوني خطأ | وهو ذنب كان مني وقعا |
أين من يفهم قولي ويرى | ما أرى من حق شرع شرعا |
وامتلا الكاس ولا كاس هنا | والوعا فاض وما ثم وعا |
والتماثيل عليها عكفت | أمة الوهم وزادت طمعا |
يا رجال الغيب عيني شهدت | غيبكم كالبرق لما لمعا |
وانقضى الليل الذي أنجمكم | فيه والفجر عليه طلعا |
وروا هذا الورى كعبتنا | طاف قلبي بحماها وسعى |
ورمى جمرة نفسي في منى | قربها سبع صفاة تبعا |
لا تدع يا برق مني أثرا | أثر العين يزيد الوجعا |
وانفض العثير يا ريح الحمى | عن سنا الوجه فداعيه دعا |
عنبر رحلي به قد عثرت | ولعا ما قال قلبي ولعا |
لي حبيب هو بي محتجب | وهو لا يبدو ولا أبدو معا |
بين تنزيه وتشبيه له | حضرة حيرت المطلعا |
كلما قربني همت به | أو تدانيت إليه ارتفعا |