العدو بارع بشغلنا في صناعة أساطير بطولية وغزة دمرت وهو يغيير الواقع ويبيد شمالها، تبا
إيران من الدعم… إلى الوصاية!
بدأ الدور الإيراني يتضح أكثر فأكثر بعد أن تطور من الدعم المالي والعسكري واللوجستي للموالين لها في لبنان وفلسطين إلى الوصاية ليس على الموالين لكن على دولهم! قبل أيام أعلن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من طهران:
أن إيران مستعدة للتفاوض مع فرنسا (طبعا فرنسا هي الوصية على لبنان دوليا، وموقف ماكرون من الحرب على لبنان فجر أزمة بين فرنسا والعدو، وسيتخذ العدو إجراءات عقابية ضد فرنسا) بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701! بلا لياقة دبلوماسية وكأن لبنان محمية إيرانية؟!
أمس وصلني مقطع فيديو من صديقين لوزير الخارجية الإيراني عرقجي يصف (22٪) من مساحة فلسطين أكثر من الخمس، الذي يطالب الفلسطينيون والعالم أجمع أن يكون دولة فلسطينية، بأنه بلدية داخل (إسرائيل)، ويطرح حل الدولة الواحدة!
بعيدا عن تقلب الموقف الإيراني من فلسطين على الأقل منذ بداية الحرب، البداية كانت بيع الوهم والتغرير بأن 7 أكتوبر سيحرر القدس، ثم أنه يوافق على حل الدولتين، ثم أنهم لا يتدخلوا في الشأن الفلسطيني ومع ما يختاره الفلسطينيون، والآن الدولة الفلسطينية مجرد بلدية داخل الكيان ويطرح حل الدولة الواحدة؟!
إن كان مقتنع بما يقول فهو جاهل فيما يقول، لأن:
ما يزعمه العدو (بيان/ وثيقة الاستقلال) الذي قرأه دافيد بن غوريون ليلة 15 آيار/مايو 1948 تنص على أن كيانهم دولة لشعبين، اليهودي والفلسطيني، يعني المفترض أنها دولة واحدة لكنه إعلان مضلل لكسب الوقت لاستكمال احتلال بقية فلسطين سايكس- بيكو، الانتدابية، وليس فلسطين التاريخية التي لم تكن يوما تاريخية! ليعلنوا بعدها أنه يجب إفراغها من كل من هو ليس يهودي لأن شرط دولتهم دينيا أن تكون يهودية خالصة!
بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967 بدأ الإعلان صراحة من رئيس وزراء العدو ليفي أشكول: أن الأرض ما بين النهر والبحر لا تتسع إلا لدولة واحدة، الدولة اليهودية، وكرر ذلك كل رؤوساء الوزراء ومنهم نتنياهو!
عام 1969 طرح صلاح خلف/أبو إياد وتم اعتماد ذلك في المؤتمر الوطني الفلسطيني، حل الدولة الواحدة، يعيش فيها المسلمون والنصارى واليهود بسلام ومتساوي الحقوق، وأرسلت منظمة التحرير عدة رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة لكنهم لم يتلقوا أي رد، لأن الغرب اليهودي- النصراني متفق على دولة واحدة هي الدولة اليهودية!
ومنذ ثمانينات القرن الماضي إلى سنوات قريبة وحل الدولة الواحدة لرفض العدو إقامة دولة فلسطينية مطروح، وأمام الرفض الإسرائيلي تم قبول الفلسطينيين والعالم أجمع بحل الدولتين!
لذلك يجب الحذر من هذا الطرح الآن من أن يشغلنا فلسطينيا وعربيا في صراعات جديدة حول حل الدولة الواحدة أم الدولتين؟! عن مجازر العدو في شمال غزة لأفراغه من أهله، وتوفر مزيد من الوقت له كي يستكمل مخططه لتهجيرهم والبدء في تحويل الشمال لقاعدة عسكرية أمريكية كبيرة…