عودي
قالتْ مللتُكَ . إذهبْ . لستُ نادِمةً | على فِراقِكَ .. إن الحبَّ ليس لنا |
سقيتُكَ المرَّ من كأسي . شفيتُ بها | حقدي عليك .. ومالي عن شقاكَ غنى ! |
لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنيةً | لقد حملتُ إليها النعش والكفنا … |
قالتْ .. وقالتْ .. ولم أهمسْ بمسمعها | ما ثار من غُصصي الحرى وما سَكنا |
تركْتُ حجرتها .. والدفءَ منسرحاً | والعطرَ منسكباً .. والعمر مُرتهنا |
وسرتُ في وحشتي .. والليل ملتحفٌ | بالزمهرير . وما في الأفق ومضُ سنا |
ولم أكد أجتلي دربي على حدسِ | وأستلينُ عليه المركبَ الخشِنا .. |
حتى .. سمعتُ .. ورائي رجعَ زفرتها | حتى لمستُ حيالي قدَّها اللدنا |
نسيتُ مابي … هزتني فجاءتُها | وفجَّرَتْ من حناني كلَّ ما كَمُنا |
وصِحتُ .. يا فتنتي ! ما تفعلين هنا ؟؟ | البردُ يؤذيك عودي … لن أعود أنا ! |