الفـُرقة البلهاءْ
ذاك التحدرُ في ربى صماءْ |
يبقى نهاراً يحتفي بمساءِ |
يشكو جفافاً من نفوس أظلمت |
تحمي بعزٍ فكرةً جوفاءِ! |
عاينت جرحاً ما به من علةٍ |
غير التفرد.. فرقةً بلهاءِ |
ناشدتُ قلبي أن يكون كرايةٍ |
فلقد مللتُ نفوره بجفاءِ |
ما كان مني غير قربةَ سائحٍ |
باعدتَ بيني والهنا رجاءِ |
لكن قلبي قد تبدى زائغاً |
ينوي رجوعاً من ذرا عجفاءِ |
يا من تباري في الأنام لضيعتي |
حاولت جهداً خلته كوجاءِ |
فأرى بقايا من قلوبٍ راوحت |
بين السقامِ وسوء حرف هجاءِ |
بالله مالي ؟والهوى يشكو الورى |
ينوي دواء من ذرا عوجاءِ |
بالله إن كشف الرقيعُ خيانةً |
افرد جناحك للذرا البيضاءِ |
كسّر قيود الذلِّ في جنباتها |
كي تقتفي إثر البلاءِ كراء |
فلقد مللتُ تفردي في خيبتي |
والبخلُ يبكي شرعةَ البيداءِ |
جاءَ الخريفُ فكيفَ يبكي عمرنا |
ندري بأن الشحَّ سوءُ دماءِ |
لا تبتئس واقصد إلى حيثُ الخطى |
تحكي حديثاً يرتدي لصفاءِ |
قرّب سفوحَ الخيرِ فيها أينعت |
وردُ الودادِ فجاء خير نداءِ |
حلّـت ترانيم الهوى في أضلعي |
ترمي فتيلاً صنعةً بغباءِ |
أهذي وأنثر من شظايا مهجتي |
فإلى متى سأهيم في الأنحاءِ؟؟ |
لا صرتُ أرضا زانهُ عشب نما |
لا بت نسراً يقتفي ببهاءِ |
فاجمع عطورَ الجد في عرصاتها |
كي تكتبَ التاريخَ في علياءِ |
وابحث بقلبكَ عن ترانيمِ الهدى |
واجعلْ صروحَ الودِّ خيرَ بناءِ |
جدد طيوبي كي يلامَسها السنا |
واكتب بماءِ الودِّ في أرجاءِ |
واسعد بروحي كلما غنى الهوى |
لحنا جميلاً صادحاً بفضاءِ |