فرض الحبيب
فَرَضَ الحبيب ُ دَلالَهُ وتَمَنَّعَا | وَأَبَى بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا |
ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى | ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا |
وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ | ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا |
فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى | قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا |
والظلمُ في شَرْعِ الحبيبِ عدالةٌ | مهما جَفَا كنتَ المُحِبَّ المُُولَعَا |
ولقد طربتُ لصوتِه ودلالِهِ | واحتلّتْ اللفتاتُ فيّ الأضلُعَا |
البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضياؤه | والعطرُ من وردِ الخدودِ تضوَّعَا |
والفجرُ يبزغُ من بهاءِ جَبينِهِ | والشمسُ ذابَتْ في العيونِ لتسطعَا |
يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ | وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا |
وجعلته ملكاً لقلبي سيّداً | لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا |
سارتْ سفينةُ حبِّنَا في بحرِهِ | والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا |
لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ | ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا |
يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالةً | فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا |
بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ | والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا |
ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى | بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا |