أحاديث عسقلان موضوعة وضعيفة (الأخيرة)
*4- حديث عبد الله بن بحينة رضي الله عنه
ولفظه : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على مقبرة، فسألوا بعض أزواجه، فسألته. فقال: “هي مقبرة أهل عسقلان”
رواه أبو يعلى (2/216) قال الهيثمي رحمه الله : “رواه أبو يعلى، والبزار، وفي إسناد أبي يعلى علي بن عبد الله بن مالك بن بحينة، وفي إسناد البزار مالك بن عبد الله بن بحينة، وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات، وفي بعضهم خلاف يسير”.
قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله : “هو عن عطاف بن خالد عن أخيه المسور عن علي بن عبد الله بن بحينة عن أبيه عطاف صدوق يتهم، وأخوه وشيخه لا يعرفان إلا في هذا الخبر”.
*5- حديث ابن عباس رضي الله عنه
ولفظه : ” يُبعث بمقبرة عسقلان سبعون ألف شهيد، يشفع كل منهم بعدد ربيعة ومضر”
قال العلامة المعلمي رحمه الله: “في كنى الدولابي (1474)، وقال: “منكر جدًّا، وهو شبه حديث الكذابين” وفي سنده الهذيل بن مسعر الأنصاري، لم أجده”].
وبلفظ : قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد الغزو. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهل عسقلان في راحة وعافية» .
رواه الفسوي في المعرفة (2/299) وابن عساكر (1/96) والطبراني في الكبير (11/90) وفي الأوسط (6679) من طريق أبي سليمان عن محمد بن إسحاق المديني عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به.
وابن إسحاق وابن أبي نجيح كلاهما مدلس ولم يصرحا بالتحديث ، وابو سليمان ضعيف .
وبلفظ : “أَوَّلُ هَذَا الْأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكَادَمُونَ عَلَيْهَا تَكَادُمَ الْحَمِيرِ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جِهَادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رِبَاطِكُمْ عَسْقَلَانُ “.
رواه الطبراني في الكبير (11/88) من طريق سعيد بن حفص النفيلي، عن موسى بن أعين، عن أبي شهاب، عن فطر بن خليفة، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكًا ورحمة، ثم يكون إمارةً ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادمَ الحُمُر، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرِّباط، وإن أفضل رباطكم عَسقلان”.
وفيه سعيد بن حفص النفيلي، وقد تفرّد به، وهو صدوق في نفسه لكنه كان قد كبر وتغيَّر في آخر عمره فيما نقله مغلطاي في “إكمال تهذيب الكمال” 5/ 277، فيخشى منه أن يكون أخطأ في شيء من إسناده ، وروى الإمام أحمد (20445) عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ وهو حديث حسن .فلعل ذِكر عسقلان في حديث الترجمة غير محفوظ .
.
6- حديث عائشة رضي الله عنها :
عن إِسْحَاق بْن رَافع قَالَ : بلغنَا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: يرحمُ الله أهل الْمقْبرَة.قَالَت عَائِشَة: أهل البقيع. قَالَ: يرحمُ الله أهل الْمقْبرَة. قَالَت عَائِشَة: أهل البقيع حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا. قَالَ: “مَقْبرَة عسقلان”.
رواه عبد الرزاق (10470) وفيه إسحاق بن رافع وفيه كلام كما أنه من أتباع التابعين ففيه انقطاع أيضًا .
*7- مرسل عطاء الخراساني
بلفظ : قال: بلغني أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قال: رحم الله أهل المقبرة _ ثلاث مرات. فسئل عن ذلك. فقال: تلك مقبرة تكون بعسقلان”.
رواه سعيد بن منصور (2420) من مرسل عطاء وهو من اتباع التابعين ، ثم هو من رواية إسماعيل بن عياش وفي روايته عن غير أهل الشام ضعف .
*8- حديث أبي أمامة رضي الله عنه
رواه ابن عساكر وقال المعلمي رحمه الله : “وفي سنده جماعة لم أعرفهم ورجل لم يسم، ثم هو عن أبي طيبة الجرجاني عن أبي أمامة وأبو طيبة الجرجاني ليس بشيء ولم يدرك أبا أمامة” ، ورواه السهمي في تاريخ جرجان (294) بسند فيه مجهول .
قال فقيه الشافعية النووي رحمه الله : “لم يصح في فضلها شيء”. [فتاوى النووي : 263] .
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فتوى في ذلك في مجموع الفتاوى (27/53).
قال ابن القيم رحمه الله : “كل حديث في مدح عسقلان كذب”. [المنار المنيف : 117].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : “وقد ورد في فضل عسقلان أحاديثُ أخر لا يقوم منها شيء يُعتمد عليه، وإنما تَدَاعت رَغَباتُ الواضعين فيها؛ لأنها كانت ثَغرًا في بعض الأزمان، فوَضَعوا فيها ترغيبًا للمجاهدين”. [مسند الفاروق :3/258] وهذه هي العلة وراء كثرة الأحاديث الواردة في فضلها .
فالخلاصة :
أنه لا يصح في فضل عسقلان او غزة أي حديث إنما الفضل انها كانت من الثغور التي استحب اهل العلم الرباط فيها لما في ذلك من عظيم الاجر.
فنسأل الله أن ينصر اخواننا وان ينتقم من أعدائنا وأعداءهم.
والحمد لله رب العالمين