عادت
عادت وعادت إلى الدنيا حكاياتي | وجددت عبثاً جرحي ومأساتي |
يا ليتها بقيت ذكرى تؤرقني | أو قصةً من أساطير الكتابات |
تعبت من لعبة الدنيا وملعبها | وعالم الوهم بين الروح والذات |
عتقت من لذتي خمراً لتسكرني | فما سكرت سوى عن لهو لذاتي |
أتوه في صحوة تغفو على كتفي | حتى تذوب بموت الليل نجماتي |
يجتاحني الصبح في عينٍ مسهدة | ويحتفي جفنها بالموعد الآتي |
تدور في ساحة الأفكار أزمنتي | والعمر يعدو وتعدو فيه ساحاتي |
هذا أنا مجهدٌ طالت مقاصده | رأى الطريق على آثار أشتات |
بعضٌ من الحب أحيا بعض أضرحتي | في موجة ضحكت من جهل مرساتي |
ليلٌ يغني طروباً عند غفوته | أشجته لحظة صمت في حكاياتي |
يصغي إلى البحر والأسماء غارقة | هناك همسٌ يسميها بأناتي |
تطفو على بعضها أطياف ذاكرتي | بلا ملامح ذابت في خيالاتي |
عينٌ ترى قطعاً موضوعةً قطعاً | كأنها قطعٌ من وحي لوحاتي |
ولا أرى بينها لوناً تلوذ به | منثورةٌ تكتسي ثوب السماوات |
الزيف عاد لفجر طال موعده | والنزف يجرح برءاً من جراحاتي |
أخرى ترى سفناً تاهت شواطئها | فأخبرتها بأن الماء لن ياتي |
مأسورة ضحكت في وجه آسرها | وضحكةٌ أسرت دمع العذابات |
قالت لوجه بدا في خلوة وجلاً | حزينة برحيل العمر مرآتي |
يا بسمة الحب يا عنوان بسماتي | يا بلسم الجرح يا سكنى ارتحالاتي |
هيا تعالي فوهم الوعد أتعبني | وأتْعَبت يأس أيامي رجاءاتي |
مسافة بيننا ما زلت أقطعها | ولات قرب فبعدا كل خطواتي |
حبيبتي إن بدا في الشام موعدنا | فإن للشام تهديني اتجاهاتي |
وإن بنجد الهوى.. يا نجد فلتسعدي | سيلتقي الحب في نجدٍ بآهاتي |
أو كان غرب شروق الشمس مشرقنا | ترقبي قبل مد البحر موجاتي |
أو في تهامة أو فوق السراة أنا | أنّى تكوني سألقاها مكاناتي |
حبيبتي لهفة العشاق مهلكةٌ | كم من لظاها اكتوى في برده الشاتي |
وكم شكا زمهرير الثلج عابرها | فالصد يصقع قيظ الصب مولاتي |
هيا أجيبي أنا ما زلت منتظراً | مللت سيدتي ترديد أصواتي |