متجردٌ
متجردٌ في الرأي والأفكار | بين الجنون وصحوة الأذكار |
الأرض تظمأ والمياه بجعبتي | لكنها سببٌ لبعض دواري |
انظر إلى الشمس الحزينة في الربى | الليل حيّاها بموت نهار |
والآل أتعبها بلعنة غدره | فاستسلمت للوهم والإبحار |
وتساقطت إبلٌ على أحمالها | ياليتها بيعت على التجار |
أضحت شواءً والدماء تجمدت | فوق الرمال على لهيب النار |
هي لم تحاول أن تعانق بحرهم | وهمو ارتموا للماء والبحّار |
إني أرى في البحر بعض شتاتهم | والبعض خلف الطين والأسوار |
والعائدون إلى النخيل استغفروا | فتطهروا من وعثة الأسفار |
وأنا شربت الماء بالملح الذي | أدمى جراحي في شقوق جداري |
يا حادي العيس الرياح بكت هنا | وبكت على هذا الحداء براري |
والناي كم غنى لأطياف الهوى | وكم انتشى من ذاب في الأوتار |
عهدٌ تولى في قصيدة شاعرٍ | الحب سكرته ورقص جواري |
ومدائح السلطان عصر بلاغةٍ | أضفت على التاريخ مجد فخار |
أترى على وجه التراب قصورهم | أترى مغولاً أو خيول تتار |
أنصت فذاك الورد صاغ موشحاً | أم ذا زمان الوصل والتكرار |
يا حادي العيس احتراماتي لهم | ما لي سوى التعظيم أي خيار |
لكنهم رحلوا بغرس شكوكهم | وخديعة التاريخ والأخبار |
أولم يحن نسيانهم في شعرنا | فالدر ضاق بسلطة المحار |
أين الإباء ونحن أضعف أمةٍ | وسيوفنا صنعت من الأحجار |
وبلادنا نهبٌ ومهما أسرفوا | لا نشتكي من ذلةٍ أو عار |
أهل الثقافة أرّخوا أمجادنا | رغم الخراب وسرقة الآثار |
تاريخ من يأتي بكسرة خبزةٍ | من دون سنبلة وغرس بذار |
تاريخ من يقضي على أعدائنا | أوَ ينصرُ التاريخُ جيشَ فرار |
تباً لهم ولكل ما كتبوا لنا | اظمأ..فدتك مواسم الأمطار |
أقدارنا اسودت لسوء فعالنا | فمتى نغيّر صفحة الأقدار |