غداً يتحدث الرطب
حروف الشعر تنتحب | فلا فكر ولا أدب |
وأوزاني معلقة | فلا زحف ولا خبب |
ذوت أغصان روضتنا | فلا تين ولا عنب |
كأن الأرض ما استمعت | إلى ما قالت السحب |
تعفر وجه خيمتنا | وما شدت لها الطنب |
عجبت لأمر أمتنا | يقاتل دونها الطرب |
ملابسها مرقعة | وبحر جراحها لجب |
وفي أفكارها خلل | على الإيمان ينسحب |
وبعض رجالها بقر | ولكن ما لهم قتب |
أرى حربا فوا أسفا | سيوف رجالنا خشب |
أرى الأخطار محدقة | وفي أفواهها لهب |
تحدثنا بلهجتها | وفيها الخوف والرهب |
وأمتنا يخدرها الهوى | المكشوف واللعب |
أسائل أمتي وعلى | لساني الملح والقصب |
لماذا كلما طلبوا | يلبى عندنا الطلب |
فنأكل كلما أكلوا | ونشرب كلما شربوا |
ونفرح كلما فرحوا | ونغضب كلما غضبوا |
وننزل كلما نزلوا | ونركب كلما ركبوا |
ونسكت كلما سكتوا | ونصخب كلما صخبوا |
ونرفض كلما رفضوا | ونرغب كلما رغبوا |
أقول لأمة قعدت | وجيش عدوها يثب |
إذا داسوا كرامتنا | فماذا ينفع الذهب |
وماذا ينفع التلفيق | والتضليل والكذب |
إذا جفت منابعنا | فماذا تنفع القرب |
وكيف ?تكن من مطر | بيوت سقفها خرب |
أسائل بعض من قرءوا | وأسأل بعض من كتبوا |
لماذا أمتي احترقت | فمنها النار والحطب |
حماها يستباح ولم | تجرد سيفها العرب |
ألا يا أمتي انتفضي | فإن الكون يرتقب |
ولا تخشي ظلام الليل | إن الحر يحتسب |
فلولا الليل ما رقصت | على أهدابنا الشهب |
إلا يا جذع نخلتنا | غدا يتحدث الرطب |