دردشة.. عند قبرٍ عربي
أبحرتُ أحملُ في كفيّ جمجمتي | روحي رمادٌ وجرحي نابضٌ وفتي |
أبحرتُ أحلم والأفلاك تحرسني | في القلب جمرٌ وماء الشوق في رئتي |
بالحب جئتك يا وهران مرتحلاً | أعمى.. ودينارُ* يشدو فوق منسأتي |
عبدالكريم دعاني باسم ثورته | فجئتُ أنسج بالفاروق أشرعتي |
ورحتُ أرسم للتاريخ خارطةً | مات الطريق وجرح العرْبِ لم يمتِ |
*** |
|
يافا تلملمُ عن “أولمرتَ” فتنتها | والقدس تنحر بالأسياف والبُرُتِ |
دمع الفرات دمُ الأطفال خضّبَه | والماجدات يبعن النفس بالسفِتِ |
الماجداتُ خلعن الحسن واختمرتْ | أجسادُهن بزيت الذل والفلتِ |
بئس الخضابُ خضابَ الحزنِ ضمَّخهنْ | بئس البقاء بقاء اليأس والشتتِ |
أغوى النعاجَ غناءُ الذئب في شجنٍ | مَنْ ذا يبادر ذئب الليل بالثقةِ |
أطفالُ دجلة بالبارود قد مُسخوا | ألعابهم جثثٌ مقطوعة الشفةِ |
أحلامهم كسدتْ في عمر نطفتها | أعناقهم صُقلتْ من حبل مشنقةِ |
*** |
|
لم يصمت العَرَبُ الأحرار من خورٍ | كلا فلا تملأوا الساعات بالشمَتِ |
خيلُ العروبة جاثٍ في سواعدهم | والسيف ودع عصر الغمدِ والسِنةِ |
صبراً فثورتهمْ آنتْ جلاجلُها | الوعدُ بعد نهائي موسمِ الكرةِ |
*** |
|
عذراً جزائرُ شجوي بات ملتحفاً | ثوبَ العزاء وغشّى الموتُ دندنتي |
إليك يا قبلةَ الأحرارِ قافيتي | تهفو..فما شذّ لحنٌ عن مدى لغتي |
سافرتُ أبحث في عينيك عن أملٍ | علّي أعودُ.. وفوق الجيد جمجمتي |
________________________ |
|
* ألقيت هذه القصيدة في عكاظية الشعر العربي بالجزائر بمناسبة اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية عام2006م. |
|
* هو أبو المهاجر دينار أول قائد مسلم وطأت قدماه أرض الجزائر الوسطى. |