نفثة عاشق
لَو تَعلَمِينَ بما حَوَاهُ فُؤادِي | مِن خَفقَةٍ مَكلُومَةٍ وَسَوادِ |
لَو تَعلَمِينَ بِذِلَّةٍ مَوبُوءَةٍ | رَسَمتْ بقَلبي صُورَةَ اسْتِعبَادِ |
أَنَا زَفرَةُ الهمِّ الكَبيرِ تبثُّهَا | تَنهيدَةُ الأَجدَادِ للأَحفَادِ |
أَنا يَا مُناةَ القَلبِ نَفثَةُ عَاشِقٍ | تَاهَتْ وَلمْ يَروِ الغَليلَ الصَّادِي |
مَا زَالَ يَجلِدُني الحَنينُ بِسَوطِه | وَكَأنَّني في قَبضَةِ الجَلادِ |
مَاتَتْ عَلَى سَفحِ الهُمُومِ رَغَائبي | وَانسَلَّ بَينَ شِعابهنَّ وُدَادِي |
آهَاتُ قَلبي لَو جَمعتُ نُثَارَها | لَتَشكَّلتْ في صُورَةِ اسْتِنجَادِ |
أَسلُو فَتَفترِسُ الهُمُومُ سَعَادتي | وَتُثيرُ أنَّاتي بِغيرِ مُرَادِي |
أَرغَمتُ أَنفَ عَوَاطِفِي فَإِذا بهَا | تَبتزُّني بمِلامِحِ الأَحقَادِ |
اللَّيلُ يَفرِشُ كَفَّه لأرشَّها | بِدُموعِ جَفنٍ يَرتَوي بِسُهَادِ |
مَازِلتُ أَلتَحِفُ الجِراحَ تَلفُّني | وَتدُبُّ بينَ جَوَانحي بِسَوادِ |
لَو تَعلمِين بمَا يمزِّق خَافِقِي | وَيَهُزُّني بِشَمَاتة الأَوغَادِ |
لَمَددتِ كَفَّكِ بِالضِّياءِ يَحثُّني | وَيقُودُني في رِحْلَةِ الأَمجادِ |