بعد فوات الأوان
متى ستفهمُ أن تحتاط يا أعمى | حتّى العمى, أنت تدري, بعضُهُ نُعمى! |
وأنت تزحف للسَّبعين راسمةً | عليك سودُ الليالي وقعَها رسما |
متى ستفهمُ أنَّ العُمَر أوجَعُهُ | أنْ صارَ أرذَلُهُ بعد الغِنى يُتما |
وصرتَ تعثرُ.. لا تَدمى مُكابرَةً | لكنْ تسيرُ حطاماً كلُّهُ يَدمى! |
*** |
|
متى سَتفهمُ أن تحتاطَ يا أعمى | أن تَستريبَ قليلاً قبلَما تُرمى؟ |
لو… لو تلفَتَّ يوماً.. لو رفعتَ ولو | صراخَ جرحِكَ يوماً عندما تُصمى |
لعلَّ سامعَ صوتٍ, بعضُ نخوَتِهِ | أنْ كنتَ يوماً لـهُ في وَهمِهِ وَهما! |
وكان يحمي بك الأوهامَ أجمعَها | فصرتَ تحمي ولكنْ صرتَ لا تُحمى! |
*** |
|
متى ستفهمْ أن تحتاطَ يا أعمى | أنْ لا تقولَ, وأنتَ المُبتلَى: مهما |
مهما لماذا؟.. على ماذا؟؟.. وعمرَكَ لم | تُضمَدْ بغير الدِّما أوصالُكَ الكَلمى |
نزفتَ ستّين عاماً, لا اقتصدتَ ولا | فكَّرتَ تشربُ ماذا عندما تَظما..! |