تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي، وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقِ | فَمَا بَعْدَ قَوْلِي مِنْ بَلاَغٍ لِمُفْلِقِ |
هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ طَوْراً، وَتَارَة ً | يَثورُ الشَجا مِنهُ مَكانَ المُخَنَّقِ |
يُغنِّى بهِ شادٍ ، ويَحدو رِكابهُ | بهِ كلُّ حادٍ بينَ بيداءَ سَملَقِ |
فَطَوْراً تَرَاهُ زَهْرَة ً بَيْنَ مجْلِسٍ | وَطَوْراً تَرَاهُ لَهْذَماً بَيْنَ فَيْلَقِ |
وَمَا كَلَفِي بِالشِّعْرِ إِلاَّ لأَنَّهُ | مَنارٌ لِسارٍ ، أو نَكالٌ لأِحمَقِ |
عَلِقتُ بهِ طِفلاً ، وشِبتُ ولَم يَزَلْ | شَدِيداً بِأَهْدَابِ الْكَلاَمِ تَعَلُّقِي |
إِذَا قُلْتُ بَيْتاً سَارَ فِي الدَّهْرِ ذِكْرُهُ | مَسِيرَ الْحَيَا مَا بَيْنَ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ |
يَهِيمُ بِهِ رَبُّ الْحُسَامِ حَمَاسَة ً | وَتَلْهُو بِهِ ذَاتُ الْوِشَاحِ الْمُنَمَّقِ |
بَلَغْتُ بِشِعْرِي مَا أَرَدْتُ، فَلَمْ أَدَعْ | بَدَائعَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ |
فَهَذَا نَمِيرُ الشِّعْرِ، فَاقْصِدْ حِيَاضَهُ | لِتروَى ، وهَذا مُرتَقَى الفضلِ فارتَقِ |