أترى الصبا خطرتْ بوادي المنحنة ؟
أترى الصبا خطرتْ بوادي المنحنة ؟ | فجنتْ عبيرَ المسكِ منْ ذاكَ الجنى ؟ |
مَرَّتْ بِنَا طَفَلَ الَعَشِيِّ، فَمَا دَرَى | أحدٌ بسرَّ ضميرها إلاَّ أنا |
و تحملتْ سرَّ الهوى ؛ فترددتْ | بِرَسَائِلِ الأَشْوَاقِ فِيمَا بَيْنَنَا |
عبقتْ غلائلها بنشرِ عرارة ٍ | بَدَوِيَّة ٍ، بِسِوَى الأَنَامِلِ تُجْتَنَى |
تَحْمِي مَنَابِتَهَا قَسَاوِرُ غَارَة ٍ | يَجِدُونَ صَعْبَ الْمَوْتِ خَطْباً هَيِّنَا |
منْ كلَّ مشتملٍ بشعلة ِ صارمٍ | أمضى منَ الأجلِ الوحيَّ إذَ ادنا |
وَ بمسقطِ العلمينِ جؤذرُ كلة ٍ | يُصْمِي بِنَظْرَتِهِ الأُسُودَ إِذَا رَنَا |
صنعَ الوشاة ُ لهُ حديثاً كاذباً | فقسا عليَّ ، وَ كانَ سهلاً لينا |
مَاذَا عَلَيْهِ ـ وَلاَ أُرِيدُ مَلاَمَة ً ـ | لَوْ جَادَ مَعْهَا بِالتَّحِيَّة ِ أَوْ كَنَى ؟ |
إني لأقنعُ منْ هواهُ بنظرة ٍ | تُرْوِي الْغَلِيلَ مِنَ الصَّدَى لَوْ أَمْكَنَا |
أخنى عليَّ معَ الزمانِ ، وَ ليتهُ | لما أساءَ الدهرُ صنعاً أحسنا |
وَرَأَى الْمَشِيبَ تَلَوَّنَتْ أَلْوَانُهُ | في عارضيَّ منَ الأسى ؛ فتلونا |
وَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا رَهِينُ حَوَادِثٍ | تودى بجدتهِ ، وَ تلبسهُ الضنى |
ليتَ المشيبَ تأخرت أيامهُ | حَتَّى أَفْوزَ مِنَ الشَّبِيبَة ِ بِالْمُنَى |