لا فَارِسَ الْيَوْمَ يَحْمِي السَّرْحَ بِالوَادِي
لا فَارِسَ الْيَوْمَ يَحْمِي السَّرْحَ بِالوَادِي | طَاحَ الرَّدَى بِشِهَابِ الْحَرْبِ والنَّادِي |
ماتَ الَّذى تَرهبُ الأقرانَ صَولتَهُ | وَيَتَّقِي بَأْسَهُ الضِّرْغَامَة ُ الْعَادِي |
هانَتْ لميتَتِهِ الدُنيا ، وزهَّدنا | فَرطُ الأسى بَعدَهُ فى الماءِ والزادِ |
هَلْ لِلْمَكَارِمِ مَنْ يُحْيِي مَناسِكَهَا؟ | أَمْ لِلضَّلاَلَة ِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِنْ هَادِي؟ |
جَفَّ الندى ، وانقضى عُمرُ الجدا ، وسرى | حُكْمُ الرَّدَى بَيْنَ أَرْوَاحٍ وَأَجْسَادِ |
فَلْتَمْرَحِ الْخَيْلُ لَهْواً في مَقَاوِدِهَا | ولتصدإ البيضُ مُلقاة ً بأغمادٍ |
مَضَى ، وَخَلَّفَنِي في سِنِّ سَابِعَة ٍ | لا يَرْهَبُ الْخَصْمُ إِبْرَاقِي وإِرْعَادِي |
إذا تلفَّتُ لم ألمَح أخاثِقَة ٍ | يأوى إلى َّ ولا يسعى لإنجادِى |
فالعينُ ليسَ لَها من دمعها وزَرٌ | والْقَلْبُ لَيْسَ لَهُ مِنْ حُزْنِهِ فَادِي |
فإن أكُن عِشتُ فَرداً بينَ آصِرَتِى | فَهَا أَنَا الْيَوْمَ فَرْدٌ بَيْنَ أَنْدَادِي |
بَلَغتُ من فَضلِ ربِّى ما غنيتُ بهِ | عَن كلِّ قارٍ مِنَ الأملاكِ أو بادِى |
فما مدَدتُ يدى إلاَّ لِمَنحِ يدٍ | ولا سعَت قدمِى إلاَّ لإسعادِ |
تَبِعتُ نهجَ أبى فضلاً ومحميَة ً | حَتَّى بَرَعْتُ، وَكَانَ الْفَضْلُ لِلْبَادِي |
أبى ، ومَن كأبى فى الحى ِّ نَعلمهُ ؟ | أَوْفَى وَأَكْرَمُ في وَعْدٍ وَإِيعَادِ |
مُهذَّبُ النَّفسِ ، غرَّاءٌ شمائلهُ | بعيدُ شأوِ العلا ، طلاَّعُ أنجادِ |
قَدْ كَانَ لِي وَزَراً آوِي إِلَيْهِ إِذَا | غَاضَ الْمَعِينُ، وَجَفَّ الزَّرْعُ بِالْوَادِي |
لا يستبِّدُ برأى ٍ قبلَ تبصِرة ٍ | ولا يَهمُّ بأمرٍ قبلِ إعدادِ |
تَراهُ ذا أهبة ٍ فى كلِّ نائبة ٍ | كَاللَّيْثِ مُرْتَقِباً صَيْداً بِمِرْصَادِ |