وذى نَخوة ٍ نازَعتهُ الكأسَ موهِناً
وذى نَخوة ٍ نازَعتهُ الكأسَ موهِناً | على غِرَّة ِ الأحراسِ والَّليلُ دامِسُ |
فَمَا زِلْتُ أَسْقِيهِ، وَأَشْرَبُ مِثْلَهُ | إلى أن هفا سُكراً وإنِّى لَجالسُ |
فبِتُّ أقيهِ السُوءَ إذ كانَ صاحِبى | وَأَحْرُسُهُ، إِنِّي لَدَى الْخَوْفِ حَارِسُ |
لَدى موطنٍ لا يَصحبُ المرءَ قلبهُ | حِذاراً ، ولا تسرى إليهِ الهواجسُ |
عَدوٌّ ، وليلٌ مُظلِمٌ ، وصَواهِلٌ | تَجاذَبُ فى أرسانِها وتَمارسُ |
فَلَمَّا اسْتَهَلَّ النُّورُ، وَانْحَسَرَ الدُّجَى | قَلِيلاً، وَحَنَّتْ لِلصَّبَاحِ النَّوَاقِسُ |
دَنَوْتُ أُفَدِّيهِ، وَأَغْمِزُ كَفَّهُ | بِرِفْقٍ، وَأَدْعُو بِاسْمِهِ وَهْوَ نَاعِسُ |
فجاوبنى والسُكرُ فى لَحظاتهِ | يُسَائلُ: مَاذَا تَبْتَغِي؟ وَهْوَ عَابِسُ |
فَقُلْتُ: أَفِقْ، هَذَا هُوَ الصُّبْحُ مُقْبِلٌ | عَلينا ، وهذى فى الذَهابِ الحنادِسُ |
وَنَاوَلْتُهُ كَأْساً، فَمَدَّ بَنَانَهُ | إِلَيْهَا عَلَى كُرْهٍ بِهِ وَهْوَ آيِسُ |
فما ذاقَها حتى تَهلَّلَ ضاحِكاً | وأقبلَ مَسروراً بِما هو آنسُ |
ومِن شيمى بَذلً الودادِ لأهلِهِ | كذلك ، إنِّى فى الودادِ أنافسُ |