من خالفَ الحَزمَ خانَتهُ مَعاذِرهُ
من خالفَ الحَزمَ خانَتهُ مَعاذِرهُ | ومن أطاعَ هَواهُ قلَّ ناصِرهُ |
ومَنْ تَرَبَّصَ بِالإخْوَانِ بَادِرَة ً | مِنَ الزَّمَانِ فَإِنَّ اللَّه قَاهِرُهُ |
لا يَجملُ المرءُ فى ظَرفٍ وفى أدبٍ | مَا لَمْ تَكُنْ فَوْقَ مَرْآهُ سَرائِرُهُ |
وَمَا الصَّدِيقُ الَّذِي يُرْضِيكَ بَاطِنُهُ | مِثْلَ الصَّدِيقِ الَّذِي يُرْضيِكَ ظَاهِرُهُ |
قَدْ لاَ يَفُوهُ الْفَتَى بِالأَمْرِ يُضْمِرُهُ | وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا تُخْفِي ضَمَائِرُهُ |
أَسْتَوْدِعُ اللَّه عَصْراً قَدْ خَلَعْتُ بِهِ | عُذْرَ الْهَوَى وَهْوَ غَضَّاتٌ مَكَاسِرُهُ |
لَمْ يَمْضِ مِنْ حُسْنِهِ مَا كُنْتُ أَعْهَدُهُ | حَتَّى أَصَابَ، سَوَادَ الْقَلْبِ نَاقِرُهُ |
كيفَ الوصولُ إلى حالٍ نَعيشُ بها | وَالدَّهْرُ مأْمُونَة ٌ فِينا بَوَادِرُهُ؟ |
إذ لا صديقَ يسُرُّ السَمعَ غائبهُ | وَلاَ رَفِيقَ يَرُوقُ الْعَيْنَ حَاضِرُهُ |
كُنَّا نَوَدُّ انْقِلاَباً نَسْتَرِيحُ بِهِ | حتَّى إذا تمَّ ساءتنا مَصايِرهُ |
فَالْقَلْبُ مُضْطَرِبٌ فِيما يُحَاوِلُهُ | وَالْعَقْلُ مُخْتَبَلٌ مِمَّا يُحَاذِرُهُ |
قد كانَ فى السَلفِ الماضينَ نافِعهُ | فصارَ فى الخلفِ الباقينَ ضائرهُ |
ما أبعدَ الخيرَ فى الدنيا لِطالبهِ | وأَقْرَبَ الشَّرَّ مِنْ نَفْسٍ تَحاذِرُهُ! |
أَكُلَّمَا مَرَّ مِنْ دَهْرٍ أَوَائِلُهُ | كَرَّتْ بِمِثْلِ أَوَالِيهِ أَوَاخِرُهُ؟ |
إِنْ دَامَ هَذَا أَضَاعَ الرُّشْدَ كَافِلُهُ | فيما أرى ، وأطاعَ الغى َّ زاجِرهُ |
تَنَكَّرَت مِصرُ بعدَ العُرفِ ، واضطربَت | قواعدُ المُلكِ حَتَّى ريعَ طائرهُ |
فَأَهْمَلَ الأَرْضَ جَرَّا الظُّلْمِ حارِثُهَا | واسترجعَ المالَ خوفَ العُدمِ تاجِرهُ |
وَاسْتَحْكَمَ الْهَوْلُ، حَتَّى ما يَبيتُ فَتى ً | في جَوْشَنِ اللَّيْلِ إِلاَّ وَهْوَ سَاهِرُهُ |
وَيْلُمِّهِ سَكَناً، لَوْلاَ الدَّفِينُ بِهِ | منَ المآثرِ ما كنَّا نجاوزهُ |
أَرْضَى بِهِ غَيْرَ مَغْبُوطٍ بِنِعْمَتِهِ | وفى سِواهُ المُنى لولا عَشائرهُ |
يا نَفْسُ لاَ تَجْزَعِي، فَالْخَيْرُ مُنْتَظَرٌ | وَصَاحِبُ الصَّبْرِ لاَ تَبْلَى مَرائِرُهُ |
لعلَّ بُلجة َ نورٍ يُستضاءُ بِها | بعدَ الظَلامِ الَّذى عَمَّت دياجرهُ |
إِنِّي أَرَى أَنْفُساً ضَاقَتْ بِما حَمَلَتْ | وَسَوَفَ يَشْهَرُ حَدَّ السَّيْفِ شَاهِرُهُ |
شَهرانِ أو بعضُ شَهرٍ إن هِى احتدَمت | وفى الجديدينِ ما تُغنى فواقِرهُ |
فإن أصبتُ فعن رأى ٍ مَلكتُ بهِ | عِلمَ الغيوب ، ورأى ُ المرءِ ناظِرهُ |