تَصَابَيْتُ بَعْدَ الْحِلْم، وَاعْتَادَنِي زَهْوِي
تَصَابَيْتُ بَعْدَ الْحِلْم، وَاعْتَادَنِي زَهْوِي | وَأَبْدَلْتُ مَأْثُورَ النَّزَاهَة ِ بِاللَّهْوِ |
وَ ما كنتُ أخشى أنْ تعودَ غوايتي | إلى َّ ، وَ لكنْ نظرة ٌ حركتْ شجوى |
عَلَى أَنَّنِي غَالَبْتُ شَوْقِي، فَعَزَّنِي | وَ ناديتُ حلمي أنْ يعودَ ، فلمْ يلوِ |
وَ ماذا على منْ خامرَ الحبُّ قلبهُ | إِذَا مَالَ مَعْهُ لِلْخَلاَعَة ِ وَالصَّبْوِ؟ |
إذا المرءُ لمْ يعطِ الحياة َ نصيبها | مِنَ اللَّهْوِ، قَادَتْهُ الْهُمُومُ إِلَى الشَّكْو |
وَهَلْ في الصِّبَا وَاللَّهْوِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى | إِذَا الْعِرْضُ لَمْ يَدْنَسْ بِإِثْمٍ، وَلاَ بَعْوِ؟ |
لَعَمْرُكَ مَا قَارَفْتُ في الْحُبِّ زَلَّة ً | وَلاَ قَادَنِي مَعَهَا إِلَى سَوْءَة ٍ خَطْوِي |
وَلَكِنَّنِي أَهْوَى الْخَلاَعَة َ وَالصِّبَا | وَ أتبعُ آثارَ الفضيلة ِ وَ السروِ |
سجية ُ نفسٍ أدركتْ ما تريدهُ | مِنَ الدَّهْرِ، فَاعْتَاضَتْ عَنِ السُّكْرِ بِالصَّحْوِ |
و إني منَ القومِ الذينَ إذا انتووا | مهولاً منَ الأخطارِ باءوا على بأوِ |
أناسٌ إذا ما أجمعوا الأمرَ أصبحوا | وَ ما همْ بمظارينَ للغيمِ وَ الصحوِ |
إِذَا غَضِبُوا رَدُّوا الأُمُورَ لأَصْلِهَا | كَمَا بَدَأَتْ، واسْتَفْتَحُوا الأَرْضَ بالْغَزْوِ |
وَ إنْ حارتِ الأبصارُ في مدلهمة ٍ | مِنَ الأَمْرِ، جَاءُوا بِالإِنَارَة ِ وَالضَّحْوِ |
شددتُ بهمْ أزري ، وَ أحكمتُ مرَّتي | وَأَطْلَقْتُ مِنْ حَبْلِي، وَأَبْعَدْتُ فِي شَأْوِي |
وَأَصْبَحْتُ مَرْهُوبَ اللِّسَانِ، كَأَنَّنِي | سعرتُ لظى بينَ الحضارة ِ والبدوِ |
فَيَا عَجَبَا لِلْقَوْمِ يَبْغُونَ خُطَّتِي | وَ ما خطوهمْ خطوي ، وَ عدوهمْ عدوي |
يَرُومُونَ مَسْعَاتِي، وَدُونَ مَنَالِهَا | مَرَاقٍ تَظَلُّ الطَّيْرُ مِنْ بُعْدِهَا تَهْوِي |
فَإِنْ تَكُ سِنِّي مَا تَطَاوَلَ بَاعُهَا | فَإِنِّي جَدِيرٌ بِالإِصَابَة ِ فِي الأَتْوِ |
لَقُلْتُ، وَقَالُوا، فَاعْتَلَوْتُ، وَخَفَّضُوا | وَلَيْسَ أَخُو صِدْقٍ كَمَنْ جَاءَ بِاللَّغْوِ |
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّنِي بِتُّ سَاهِراً | وَنَامُوا، وَمَا عُقْبَى التَّيَقُّظِ كَالْعَفْوِ |
فَأَصْبَحْتُ مَشْبُوبَ الزَّئِيرِ، وَأَصْبَحَتْ | كَأَكْلُبِ حَيٍّ بَيْنَ دَارَاتِهِ تَلْوِي |