عَرَفَ الْهَوَى في نَظْرَتِي فَنَهَانِي
عَرَفَ الْهَوَى في نَظْرَتِي فَنَهَانِي | خِلٌّ رَعَيْتُ وِدَادَهُ فَرَعَانِي |
أخفيتُ عنهُ سريرتي ، فوشى بها | دَمْعٌ أَبَاحَ لَهُ حِمَى كَتْمَانِي |
فبأيَّ معذرة ٍ أكذبُ لوعة ً | شَهِدَتْ بِهَا الْعَبَرَاتُ مِنْ أَجْفَانِي؟ |
يَا صَاحِ! لاَ أَبْصَرْتَ مَا صَنَعَ الْهَوَى | بأخيكَ يومَ تفرقِ الأظعانِ |
يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فيهِ، وَشَفَّنِي | وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي، فَرَمَانِي |
فَعَلَيْكَ مِنْ قَلْبِي السَّلاَمُ؛ فَإِنَّهُ | تبعَ الهوى ، فمضى بغيرِ عنانِ |
هيهاتَ يرجعُ بعدَ ما علقتْ بهِ | لَحَظَاتُ ذَاكَ الشَّادِنِ الُفَتَّانِ |
وَ على الرحائلِ نسوة ٌ عربية ٌ | يخدعنَ لبَّ الحازمِ اليقظانِ |
أغوينني ؛ فتبعتُ شيطانَ الهوى | إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ |
ما كنتُ أعلمُ قبلَ بادرة ِ النوى | أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلاَنِ |
رحلوا ! فأية ُ عبرة ٍ مسفوحة ٍ | وَ يدٍ تضمُّ حساً منَ الخفقانِ ؟ |
وَلقدْ حننتُ لبارقٍ شخصتْ لهُ | منا العيونُ بأبرقِ الحنانِ |
يستنُّ في عرض الغمامِ ، كأنهُ | لَهَبٌ تَرَدَّدَ فِي سَمَاءِ دُخَانِ |
فانظرُ ، لعلكَ تستبينُ ركابهُ | طَوْعَ الرِّيَاحِ، يُصِيبُ أَيَّ مَكَانِ؟ |
فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشُّعُوبُ، وَتَلْتَقِي | هدبُ الخدورِ على غصونِ البانِ |
فَاخْلَعَ عِذَارَكَ، وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا | قَبْلَ الْمَشِيبِ فَكُلُّ شَيْءٍ فَانِي |