أشفت غليل فؤادك الظمآن
أشفت غليل فؤادك الظمآن | تلك العيون تسيل من لبنان |
أم فرقة الأوطان قد أودت به | واشد رزء فرقة الأوطان |
ما زال من وجد عليها خافقا | حتى استقر بها من الخفقان |
أما أنا فتكاد أحداث النوى | تستنزف العبرات من أجفاني |
لا تنقضي بي حجة إلا وبي أسف على خدن من الخدان |
|
ويجدد الحزن العتيد على أخ | حزني على الماضين من إخواني |
هل لي تأس بعد بينك والأسى | غلب العزاء وبات ملء جناني |
قد ساء منعاك الذين بقوا وإن | سر الأولى سبقوا من الأقران |
وشباب ذاك الجسم في ريعانه | وشباب تلك النفس في الريعان |
أني سكت وكنت غريدا لحمى | وصداك فيه ملء كل مكان |
سطول ليل الساهرين وليله | شوقا إلى إنشادك الرنان |
ألموت ختال وليس بشافع | للبلبل التغريد في الأفنان |
من يا أخا الإتقان بعدك صائغ | غرر القريض بذلك الإتقان |
كل الذي اجريت فيه يراعة | أحسنت فيه نهاية الإحسان |
بالطبع تفرغ ناظما أو ناثرا | أسمى المعاني في أرق مباني |
تهوى الرقي فما نمل مبينا | سبل الهدى وطرائق العمران |
فإذا نقدت فأنت أصدق طائر | بصرا بقاص في الأمور ودان |
كم حكمة رددتها فأعدتها | ولها رنين مثالث ومثاني |
ومقامة فصلتها وصولتها | وصل الفريد مفصلا بجمان |
بفصاحة ليست لتبقي حاجة | في نفس مطلع إلى تبيان |
وسلاسة تروي الغليلكأنها | قطر الندى في مهجة الحران |
ودعابة فتانة لولي النهى | كدعابة الأنوار واللوان |
تكفي الروايات التي دبجتها | أمما تطالعها إلى أزمان |
صحف بلا عد لها آثارها | ما كرت الأحقاب في الأزمان |
لا تبعدن فإن في أكبادنا | لك جانبا ينبو عن السلوان |
ذكراك في روض الوفاء نضيرة | وثراك مخضل من التحنان |