أذكرت نفسي عشية الأحدِ
أذكرت نفسي عشية الأحدِ | مِنْ زَائرٍ صَادَنِي ولم يَصِدِ |
أحور عبى لنا حبائله | بالْحسْنِ لا بالرُّقَى ولا الْعُقَدِ |
فبت أبكي من حب جارية | لم تَجْزِنِي نَائِلاً ولم تكَدِ |
إِلاَّ حَدِيثاً كَالْخَمْرِ لَذَّتُهُ | تكونُ سُكْراً في الروحِ والْجَسَدِ |
ما ساق لي حبها وأتعبني | وَهْناً ولكِنْ خُلِقْتُ مِن كَبَدِ |
إِنْ أَتْرُك الْقَصْدَ مِنْ تَذَكُّرِهَا | يوماً فما حبها بمقتصد |
طَابَتْ لَنَا مَجْلِساً عَلَى عَجَل | ثم انقضى يومنا فلم يعدِ |
كَأنَّمَا كَان حُلْمَ نَائمَة ٍ | سَرَتْ بما لَمْ تَنَلْ ولم تَكَدِ |
للّه عَجْزَاءُ كُلَّمَا انْصَرَفَتْ | خلت عليه أجل من أحد |
ضيفٌ إذا ما انتظرت جيئتهُ | يوماً فواقاً أقام كالوتد |
أقُولُ إِذْ وَدَّعَتْ وَوَدَّعَنِي | نَوْمِي ولا صبْرَ لي عَلَى السُّهُدِ |
يا رب إني عشقت رؤيتها | عشق المصلين جنة الخلد |
عَجْزَاءُ مِنْ نِسْوة ٍ مُنَعَّمَة ٍ | هِيفٍ ثِقَالٍ أرْدَافُهَا خُرُدِ |
رَأتْ لَها صُورَة ً تَرُوقُ بها | قَأقْبَلَتْ فَرْدَة ً لِمُنْفَرِدِ |
تزيده فتنة ً تطعمه | بِوَعْدِهَا في غَدٍ وبَعْدَ غَد |
كأنَّها تَبْتَغِي إِسَاءَتَه | بِالْقُرْبِ مِنْ فَعْلِهَا وبِالْبُعُد |
من بَزَّ صَفْرَاءَ في مَجَاسِدِهَا | واللّه يَوْماً يَقْعُدْ عَنِ الرّشَدِ |
مأدومة ٌ بالعبير تضحك عن | مثل وشاح الجمان أو برد |
مُؤَشَّرٍ طَيِّب الْمَذَاقَة ِ كَالرَّا | ح بطعم التفاح منجرد |
يا ليت لي مشرباً بريقتها | أشْفِي بِهِ غلَّة ً عَلَى كَبِدِي |
صَفْرَاءُ ماتَحْكُمِين في رَجُل | يفري من الشوق جهد مجتهد |
قد مات غماً وشفهُ كمدٌ | عَلَيْكِ فارْثِي لهُ مِنْ الكَمَدِ |