يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ
يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ | أعلي تبرق إذ شبعت وترعد؟ |
يا عبْد باهِلَة َ ابْتُلِيتَ بِحيَّة ٍ | فتركت طاعتنا ورحت تهدد |
وَشَتمْتَ رَبَّكَ في العشيرة ِ قائماً | لتكون موجوداً وليتك توجد |
وة كذاك عبد السوء يشتم ربه | سَفَهاً، ولكِنْ هلْ تُجابُ الأَعْبُدُ؟ |
اقْعُدْ فَإِنَّكَ بَاهِليٌّ وَاغلٌ | يَجْزِيكَ سَوْءَتَكَ الضِّيَاعُ الرُّوَّدُ |
وَإذَا سَكِرْتَ فَخُذْ بِأَيْرِ مُسَاعِفٍ | وَاسْكُتْ فَإِنَّكَ نَاطِقٌ لاتُرْشَدُ |
تَجرِي مِنَ الذَّهَب المُصَنّم رَاحَتِي | كَرَماً وَنَارِي بِالْيَفَاع تَوَقَّدُ |
وَلَئِنْ عَمِرْتَ لَتَعْرِفَنَّ قَصِيدَة ً | تجب الصلاة لها عليك فتسجد |
وتَظَلُّ تُرْعَدُ مِنْ هَدِيلِ حَمَامة ٍ | وَإِذَا دُعِيتَ لِسَوْأَة ٍ لاتُرْعَدُ |
وَمَلأَتَ ثَوْبَكَ إِنْ رَأَيْتَ كَتِيبَة ً | في النوم أللها الحديد الموجدُ |
ومجنت حتى ما تصلي ركعة ً | ونسيت ما قال النبي محمد |
وَحَسَبْتَنِي كَأبيكَ لاَيَنْكِي الْعِدَى | فَاصْبِرْ لِحِسْبَتِكَ الَّتِي لاتُحْمَدُ |
مولاك أرقب من ربيعة ِ عامر | أَهْدَى لِكَفِّكَ قَائِماً لا يَرْقُدُ |
فتركت عقر قناتكم عند امرئْ | جمح الشباب به الأنيق الأغيد |
وَكذاك كان أَبُوك يُؤْثَرُ بِالْهُنى | وَيَظَلُّ فِي لقْطِ النَّوى يَتَردَّدُ |
فلئِنْ قعدْتَ على الْخَنَا وَحَسَدْتنِي | إن الكريم إذا جرى لمحسدُ |
يَا عَبْدَ بَاهِلَة َ الَّذِي لَزَمَ الْخَنَا | وَأَضَاعَ عُقْرَ قَنَاتِهِ لاتَسْعَدُ |
لَوْلاَ دَلَفْتَ لِمَنْ دَهَاكَ بِأيْرِهِ | فحسرت عنك حزازة ً لا تبرد |
لو كنت من أسد العشيرة لم تنم | حتى يخالطه الحسام الأربد |
عودت نفسك أن تضام فخلها | كل امرئ رهنٌ بما يتعود |
وأبى لك الحسبُ اللئيم فنالهُ | وَكسَاك ذِلتهُ أَبُوك الْقُعْدُدُ |
لا تسْتطِيعُ مُرَفَّلاً مِنْ عامِرٍ | عجل العقاب وأنت عبد أقفد |
وخشيت سطوة عامري فاتكٍ | تَقِفُ الوفُودُ بِبَابِهِ وَالْوُفَّدُ |
وبَنَيْتَ بِالْبَعْرِ الْمَحَلَّ وَبِالنَّوَى | بيتاً عليه خزاية ٌ لا تنفد |
وَطلبْت بالْخَلَقِ المُرَقَّعُ شأوَنا | فلترجعن وبظُر أمك يرعد |
مهلاً موالينا أقيموا خرجنا | وَإِذا غضِبْنَا غضْبَة ً فتَبدَّدُوا |
خدَمُ المُلُوكِ إِذا قعَدْنَا فِي الْحُبَى | قاموا وإن نفزع لروعٍ يقعدوا |
كُونُوا لِموْلاكُمْ يَداً وَصَلَتْ يَداً | ودعوا الفساد يعيث فيه المفسد |
وتشبهوا بأبٍ وعم صالحٍ | متعبدين لنا ونعم العبدُ |