جليت في حلبة السباق
جليت في حلبة السباق | وجد من جد في اللحاق |
موعدنا صاقب ولكن | واحر قلبا من الفراق |
لا تعجبوا من بكاء كه | إن النوى مرة المذاق |
يبكي على علمه بألا | يطول عهد دون التلاقي |
ألفرغلي الأريب ولى | وكان من خيرة الرفاق |
راعت حلي البديع فيه | بين المناباة والطباق |
ألقلب عف والقول عف | والفكر راق والحس راق |
جلائل الرأي كامنات | بين أساليبه الدقاق |
وكل حسن البيان باد | في صوغ ألفاظه الرقاق |
من عظم الخلق لم يفته | في كل حال أوفى خلاق |
قد أطعم السهد مقلتيه | وأقلق المهد بالصفاق |
وعبئه في هوى حماه | لم يلقه في الحماة لاق |
علام ضاقت به حياة | مجالها واسع النطاق |
جد المساكين هؤلاء | الذين عاشوا بلا نفاق |
إذ جوهر الصدق في كساد | وسلعة الإفك في نفاق |
ألموت فيما علمت حقا | أهنأ راح يسقيه ساق |
يا ويح للشرق كيف يفني | قواه في بؤرة الشقاق |
إن لم يرد ورده مريرا | مات من الغم في احتراق |
ولم يرفه عنه عناء | بين اصطباح أو اغتباق |
دعوا الشعاع المضيء يزهر | بلا حجاب ولا اعتياق |
هل تستنير العقول والبدر | ليلة التم في محاق |
يا من قضى عن عظيم شأن | فز بجزاء له وفاق |
إن أخلد المرء حسن فعل | فأنت بالخالدات باق |
هذا رثاء أطلقت فيه | وهي شجوني بلا سياق |
جرى به الحزن من فؤادي | جري دموعي من المآقي |