لعلي قرارة بالعراء
لعلي قرارة بالعراء | هي في الأرض قطعة من سماء |
بات فيها وقد توجه لله | حنيفا بوجهه الوضاء |
وافر الأنس حيث قر وحيدا | باختلاف الملائك الأمناء |
جسد عند منتهى ظلم الدهر | وروح في مزدهي الأضواء |
يا أبا صير من قرى غرب مصر | بت سرا لله في الودعاء |
بين ما فيك من زري المغاني | شيد بيت سما إلى الجوزاء |
بعلي غدوت دار المعالي | ومزار العفاة والأمراء |
بالنبيه النزيه عن كل كبر | بت أحرى البلاد بالكبرياء |
كرم الله في الحياة عليا | وبه قد كرمت في الأرجاء |
بالسري المبجل المنزلاوي | سري الأجداد والآباء |
بالتقي النقي من كل عيب | كعبة الفضل قدوة الأتقياء |
بالذي لم يجئه وحي ولكن | لم تفته خلائق الأنبياء |
كرم جاوز الأماني حتى | قصرت عنه سابقات الرجاء |
وحياء على الشجاعة ناهيك | بخلقي شجاعة وحياء |
كان في قومه صلاحا وإصلاحا | فعاشوا في عفة ورخاء |
صان أعراضهم وصان حماهم | من فساد وضلة وشقاء |
عاش فيهم كأنما هو منهم | وهو لو شاء عد في الأولياء |
أرصد العمر للهدى وتولى | كاغتماد الشهاب في الظلماء |
مخلفا نجله الكريم عليا | للمروءات والندى والوفاء |
يا أبا المجد ليس مثلك ميتا | وعلي فتاه في الأحياء |
فتمل النعماء خالدة في | جنة صبحها بغير مساء |