تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ
تَنَحَّ لَحَاكَ اللّه لَسْتَ مِنَ العَدَدْ | وليسَ أُبوكَ الوَغْلُ بالسِّيدِ السَّنَد |
مقامك مغمور وأنت مدفَّعٌ | وبَيتُكَ بَيتُ الْعَنْكَبُوتِ على الْعَمَد |
نزلت بجيلٍ من ربيعة واسطٍ | وقد كنت ملقى ً بالعراء لمن ورد |
فلمّا رأيت البحر دونك زاخراً | وَفَارَقْتَ أقْرَاطَ المُلَيْحَة ِ وَالثَّمَد |
فَجَرْتَ وَلَمْ تَشْكُرْ لِمَوْلاَكَ نِعْمَة ً | وجَلَّلَك النُّعْمَى وَأنْتَ مَعَ النَّقَد |
أَراكَ تُجَارِي الغُرَّ مِنْ آلِ عَامِرٍ | وأنت بهيم الَّلون حسبكَ من فند |
دَعِ الفَخْر لِلأَحْرَارِ إِنَّكَ تَارِك | لأَفْعَالِهِمْ كلُّ امرىء رَهْنُ مَا مَهَدْ |
أبُوكَ الذي يُعْطَى على ثَمَنِ اسْتِهِ | فَمَا نَفَعَ الخِنْزِيرَ مَا قَالَ كَاذِباً |
فإن قلت إني ماجدٌ وابن ماجد | فقد قال خنزير السواد أنا الأسد |
فإن نفع الخنزير ما قال كاذباً | ولا سرَّني ضغن الضَّغائن والحسد |
وَبَيْتٍ كدخَّان السَّمَاءِ بنَيْتُهُ | على طامح العينين في رأسه ميد |
وأنْسَيْتُهُ لَوْن السَّمَاءِ وَلَمْ يكُنْ | يرى غيرها من شدّة ِ الكبر والأود |
وَأصْبَح يَنْفِي عَيْبَهُ تَحْتَ رِجْلِهِ | وتَحْتَ اسْتِهِ الملْحَاءِ إِنْ قَامَ أو قَعَد |
وكنت إذا ضاقت عليَّ محَّلة ٌ | تَيَمَّمْتُ أخْرَى ولم يَضِقْ عَنِّيَ الْبَلَد |
ومولى ً تولى عامداً فتركته | ومَا غَالَه إِنَّ الْعِقَابَ لِمَنْ عَنَدْ |
وَمُعْتَرِضٍ سَكَّنْتُهُ بغَرِيبَة ٍ | لها مَذْهَبٌ في كُلِّ حَيٍّ وَمُنْتَقَدْ |
إذا أخرجت مني لقومٍ حدا بها | من القوم حَادٍ خَلْفَهَا أيِّدٌ غَرِد |
يصلي لها أذن الهمام ومن أتت | على سمعه من سوقة ٍ خرَّ أو سجد |
وإنِّي لحمّال العدو على التي | إذا لَقِيَتْ أوْلاَد وَجْعَائهِ اقتصد |
أشأو بني كعبٍ طلبت بمجهر | قَرِيب المَدَى يَا سَوْأة ً لكَ لاَ تَعُد |
فَلا تَلُمِ النَّهْرِيَّ إنْ قَلَّ جَرْيُهُ | لَعَمْرُ أبِيكَ الوَالقِيُّ لَقَدْ جَهَد |
ولكنَّمَا جَارَى الرِّيَاحَ بِعَبْدَة ٍ | فَمَرَّتْ فَلَمْ تحصر بحَدٍّ ولاجَلد |