إلا أن ذاتي ذات كل الخلائق
إلا أن ذاتي ذات كل الخلائق | وسل عنه ذا علم كريم الخلائق |
ولا صفة إلا ومني تعينت | لموصوفها إذ كنت أصل الرقائق |
أنا الجوهر الساري بغير سراية | ألوح وأخفي في جميع الحقائق |
أنا مركز الأدوار حيث طريقتي | يؤول إليها أمر كل الطرائق |
أنا الظاهر المعروف في كل رتبة | أنا الباطن المخفي بين الخلائق |
أنا القطب بوّابي أنا الغوث خادمي | أنا الفرد يخشى من دخول مضايقي |
أنا النور نور العين مني تكونت | عيون البرايا من مشوق وشائق |
أنا العلم علم الحق في كل كائن | ولم يدر قولي في الملا غير ذائق |
لنا المجلس العالي على أيمن الحمى | يدار علينا بالكؤوس الروائق |
لنا الأعين اللاتي بها الحق قد رعى | رياض التجلي لا رياض الشقائق |
مقالة حق انكرتها بصيرة | سوى الغيّ منها والردى غير لائق |
جلّ عن قولي أجلّ وعن | كل خاف لي وكل جلي |
ذو اتصال غير متصل | وانفصال غير منفصل |
لم يمل عن أمره أحد | دائما في سائر الملل |
غير أن الأمر منقسم | للصواب المحض والزلل |
وانقسام الأمر يظهر في | مقتضى أشخاصه السفل |
وهو في العلياء واحدة | قبل أن يبدو لذي مقل |
هذه بهىأ ملابسنا | حلة زرت على بطل |
لم نفصلها لغير فتى | عزمه خالي من الكسل |
خمرة منها النهى سكرت | شربة أحلى من العسل |
فاقبلونا يا أحبتنا | وابشروا بالمنزل الجلل |