الميلاد …
هذه الريح وهذا الجبل | وأنا والمنتهى والأجل |
والجناحان وليلي قفص | والسياج الأبيض المكتحل |
أيّ أنغامي الذي يسمعني | قمم تعزف فيها السّبل |
والذي تبصر عيني غصنا | والذي يبصر عيني طلل |
هذه الريح وهذا الجبل | وأنا والمنتهى والأجل |
حطب يبحر في النهّر وفي | صدره النّار التي تشتعل |
نسي الرفش عليه أثرا | ذكر الحطّاب فيه البلل |
فعلى أيّ تراب تنحني | هذه الشمس التي تبتهل |
وعلى كلّ تراب صنم | وعلى كلّ سماء بطل |
هذه الريح وهذا الجبل | وأنا والمنتهى والأجل |
والطريقان وحبّي أثر | أتخطّاه وسيري ملل |
والتي قد رحلت في أثري | لم تعد منه وعاد الأمل |
أشموعي والجى يذرفها | فصباحي أنجم تنهمل |
والنّدى الإنسان في سنبلة | حلمه في ساقها يقتتل |
هذه الريح وهذا الجبل | وأنا والمنتهى والأجل |
وظلالي أدمع يسكبها | وقيود قد رماها الجبل |
يوم ميلادي الذي قد نزلت | فيه أيّامي وأهلي نزلوا |
نصبّوا لي شمعة تحرسني | ومشوا في ضوئها وارتحلوا |
فإذا دقّ بصدري نفس | قرعوا أجراسهم واعتزلوا |
هذه الريح وهذا الجبل | وأنا والمنتهى والأجل |
ها هي النار مشت صخرها | في التماثيل دما يشتعل |
دثرّي جرحي فلا تطفؤه | كلّ ريح جرحها مندمل |