صـورة
وجلست في شوق أراقب هاتفي | فلعلها برنينه تشجيني |
أرنو إليه بلهفة وتشوق | وخيالها يرتاح بين جفوني |
وأهم أطلب رقمها.. فيصدني | كبري.. ويدفعني إليه حنيني |
حتى إذا ضج الحنين بمهجتي | قربته.. وأناملي تغريني |
وحزمت أمري والهوى يجتاحني | وأدرت قرص الهاتف المسكون |
ووجدت نمرتها لخيبة طالعي | مشغولة دوما.. فجن جنوني |
ورجعت للقرص اللعين أديره | في رعشة.. تذكي الظنون ظنوني |
والغيرة العمياء تنهش في دمي | والليل يستر حيرتي وشجوني |
وتعبت من سماعتي فوضعتها | والشك بين ردائه يطويني |
وعلا الرنين مغردا من هاتفي | وعرفت غنة صوتها تدعوني |
وتلعثمت فوق الشفاه تحية | همست بها في رقة.. وفتون |
وسألتها في حرقة محمومة | من كان يشغلها على التليفون ؟ |
عتبت عليَّ فقلت في عصبية | بالله.. ردي وافصحي.. وأبيني |
قالت: أراك تلومني؟ ويداك لم | ترحم جهاز الهاتف المسكون |
قد كنت أطلبك النهار بطوله | والشك يشعل غيرتي وظنوني |
ماذا جرى؟ هل هنت عندك؟ قلت لا | إن هان كل الناس.. لست تهوني |
قالت وقد وضحت لعينيها الرؤى | وتضاحكت من حيرتي وشجوني |
ما غير رقمك كان شغلي.. من تُرى؟ | إلاك.. يشعل لهفتي وحنيني |
وفهمت ما فهمت.. لقد كنا معاً | نغتال.. قرص الهاتف المسكين |
قد كنت أطلبها.. وكانت وقتها | بالذات.. تطلب نمرتي .. بجنون |