الرسم بالحروف
في كل حينٍ للحوادث حالُ | يقسو الزمان وتخفِق الآمال |
تلهو بنا أيامنا ويذيبنا | حزن يطول ودمعة تُغتال |
قل للذي خالَ الوفاء سجيةً | للدهر.. لا يفسد حِجاكَ خيال |
فالعيش يفنى والحياة بأسرها | يغدو بها نحو الخراب زوال |
وعلى الخلائق للزمان تلوُّن | تبلى الحياة وتغرب الآجال |
والدهر يدأب كي يعمِّق شرخَنَا | فينا.. ويُضني عمرَنا الترحال |
فإذا دروب العيش وهي وفيرة | ضاقت بنا.. وتغيرت أحوال |
وإذا الأسى يغتالنا.. ويريبنا | بؤس.. وتطفئ فَرْحَنا الأهوال |
واذا أمانينا التي رقصت بنا | تغفو.. ويسكُننا الغداة مَلال |
واذا الديار كأمسها لكنها | من يأسنا بعيوننا أطلال |
وتبخَّرت في لحظة أحلامنا | وطوى لياليَنا شجاً قتَّال |
وجفا قريب طالما كنَّا له | عوناً.. اذا عنه الأحبة زالوا |
وكذا الحياة وريبها يشقى بها | منا الكرام ويسعَد الارذال |
وفطنت يوماً والزمان يميل بي | إن الجميع لميله قد مالوا |
واذا فؤادي والشجون تلفُّني | يشقي.. ويؤرق ليلي البَلبَالُ |
واذا الصحاب وانت اقربهم الى | قلبي.. تناءوا فجأةً وتعالوا |
ان كنت تَحسَب أن فقري دائم | وغناك باق.. فالخلود محال |
فالمال عاريةٌ.. وعزَّك عارض | ومصيره بعد الكمال زوال |
ورأيتني.. ادنو اليك فلم تقف | وحدي أسير وقد تغير حال |
الوجه غيَّره ولوَّنه الأسى | حيران.. لاجاهٌ ولا اموال |
ورمقْتَني واشحت عني معرضاً | ومررت بي متجاهلاً تختال |
وتركتني أرنو اليك محطَّماً | نفسي تئن وفي العيون سؤال |
ما أنت أكرم في الحرير.. ولا انا | بأقل منك تلفُّني الأسمال |
فإلى مصير واحد ندنو معاً | وتسير مسرعةً بنا الآجال |