رحلت
رحلتِ.. فلا شيءَ يحلو لديْ | إذا ما مضيتِ.. مضى كلُّ شَيْ |
تلاشى الهوى فغدا كالسرابِ | ومات الكلامُ على شفتَيْ |
ولم يبقَ إلا الأسى والحنينُ | وآهاتُ قلب شقيٍّ شجي |
أيبلى الحنان ويبقى العذابُ | كسيفٍ يدور على كل حي |
ذهبتِ فما ثَمَّ غيمٌ وَفِيْ | وليس سوى الدمع في مقلتَي |
خبتْ شعلةُ الحبّ قبل الأوانِ | وشاب الزمان على راحتَي |
وحبّي وحبّكِ أمسى يباباً | وناحتْ يماماتُ دربي علي |
فمَنْ لي يُقصِّرُ ليلي الطويلَ؟ | ومن لي يعيد وجودي إلي؟ |
ذهبتِِ.. فضاع الهوى من يَدَيْ | وكان كجدول عطر نَقِيْ |
فوشوشتُ عنكِ نسيمَ الصباحِ | وفرّقتُ شِعري على كل حَي |
فيا من سكنتِ بأهداب عيني | فلستِ تغيبين عن ناظرَي |
أراكِ إذا البدرُ حيّا ولاحَ | وناح الحمامُ وراء العَشِي |
أراكِ إذا الفجرُ بالنور باحَ | وغنّى الهزارُ بصوت شَجِي |
أراكِ مع الليل طيفاً يحاكي | تأوُّدَ غصنٍ رطيب نَدِي |
أراكِ بروحي ومثواكِ قلبي | وإنسانُ عيني وفي مُقلتَي |