حدث أخي عن العجب
حدث أخي عن العجب | وعن العلا وعن الحسب |
وعن الخيانة أنها | عار قبيح في العرب |
طلب النصارى أرضنا | بمكيدة لم تحتسب |
فأتى القنيصل قاصدا | لمكاننا كي يختلب |
متعللا بسياحة | وقناصة تقضي الأرب |
فأقام منا عصبة | في رده حتى ذهب |
لما دعا عيسى أجبـ | ـناه فحيا من وثب |
فمضى ونحن أمامه | لنضم شملا للعرب |
جئنا لجعلان فلم | نلق خلافا مقتضب |
فتواثقوا وتعاقدوا | في منعه عما طلب |
وبنو مشرف قابلوا | البالوز بالمنع الأتب |
منعوه أن يمضي برفـ | ـصتهم فرد على العقب |
وسليل تركي يهد | دهم فلم يخشوا عطب |
لله درهم ودر | رئيسهم حين انتدب |
فمضى القنيصل راجعا | متقهقرا عما طلب |
قد هاله ما قد رأى | من حالنا يوم الرهب |
فرأى النصارى أننا | في البأس كالسيف العضب |
فغدا وكاتب فيصلا | فأجابه لما كتب |
فأتى إلى صور لكي | يقضي لهم ذاك الأرب |
في مركب قد جاءها | وله متاع قد ذهب |
قد سلط الله على | ما عنده بحر لجب |
ودعا القبائل كي يخـ | ـدعهم بمال وانتصب |
فنما إلينا أمره | وأتى إلينا المحتسب |
عيسى وأصحاب له | جاءوا لنحو المنترب |
ووراءه جند كثيـ | ـر كالتراب إذا حسب |
حرث وحجريون والـ | ـهشم الغطارفة النجب |
مع آل حبس مع وهيبـ | ـة مع رواحة تنتدب |
ندب ورحبيون أيـ | ـضا والسيابي المنتسب |
مع آل أسود إن دعوا | يتواثبون على السيب |
مع عامر وبني ريا | م والقبائل تجتلب |
من غافري أو هنا | وي تراهم كالشهب |
فأتى إلينا يدعنا | لنرد فيصل للعقب |
فرأى البسالة في وجو | ه القوم منا تلتهب |
سرنا لنحمي الدار عن | أهل المعاصي والريب |
حتى نزلنا بالفلـ | ـيج من المكان المنتخب |
سرنا وصادفنا العدو | مكانه منا قرب |
لله وقفتنا بأم | اللخم إذ حمي اللهب |
وترى اتفاق موجها | ت للعدو المضطرب |
وترى الكماة من الرجا | ل كأسد غاب تنتشب |
وترى المنايا في وجو | ه تلمع كالشهب |
والشمس في كبد السما | ء على القماحد تلتهب |
والأرض تشعل نارها | وحصاؤها هو الحطب |
وهلال نجل سعيدنا | أورى الحروب لنا وشب |
لما غدا متقحما | لجج المنون ولم يهب |
فهناك بان أخو البسا | لة والجبان المكتءب |
لو لم يكن عيسى أرا | د العفو عنهم وأحب |
لرأيتهم جزر السبا | ع مقطعين إربا إرب |
فتصير أم اللخم أ | م اللحم مهما تنتسب |
أو يرجعون كأنهم | شعر تساقط عن جرب |
وتحامت العربان طرا | عن ضياع ينتسب |
إلا الصواويع الألى | قد صوعوا بين العرب |
لبسوا متى نصروا النصا | رى كل عار مكتسب |
فتشخصوا أشرافهم | يتسارعون إلى العطب |
ويسوسهم رجل على | حال النفاق نشا وشب |
جاءوا وقنصلهم أما | مهم كصنم منتصب |
كانوا كراما يحسبو | ن من الكرام أولي الحسب |
فغدوا عبيدا للنصا | رى فانظرن هذا العجب |
واستثن من أشرافهم | قوما لهم فينا رتب |
جند الأمير ومن غدا | عند الأمير متى وثب |
أعني سعيدا نجل سا | لم المهذب إذا ندب |
فهو الذي قد كان في الأ | عداء سما قد وصب |
في عصبة نصروا الإلـ | ـه مع الذي فيه احتسب |
فأتى بجمع من بني | شمس غطاريف نجب |
فاشتد عند وصولهم | حبل الهدى منغير جب |
فلهم إذا طاب الثنا | طيب الثنا بين العرب |
إذ هم غدوا إخواننا | أو ساعدونا في الوصب |
وانزاح عن أفكارنا | بوصولهم كل التعب |
واذكر محمدا ابن شا | مس الذي في المجد خب |
أوما رأيت ثباته | يوم الزلازل تضطرب |
فلقد سما بتقدم | يوم الخؤون قد انقلب |
وغدا عبيد الباليو | ز مثل نمل في سرب |
قد ورثوا أبنائهم | ثوب المذلة والعطب |
فلسان كل الخلق تهـ | ـذي نحوهم شتما وسب |
والحمد لله الذي | رد الأعادي للعقب |
في خيبة من سعيهم | خابوا وخاب المنقلب |