المجدُ يُدرك بالقَنا الحسَّاسِ
المجدُ يُدرك بالقَنا الحسَّاسِ | في كَفِّ مِقدامٍ شديدِ الباسِ |
يرمي بهِ نحرَ العدوِّ فلا تَرى | إلا الكَمي يخِرُّ بين النـاسِ |
وبقاضبٍ عَضبٍ إذا حَكَّمتَهُ | في قسمةِ الشُّجعان والأفرَاسِ |
أيقنتَ أن السيفَ عدلٌ في القضا | وبه أساسُ الدين أي أساسِ |
إن لم تجد للقاسياتِ مسهِّلا | جرِّده يسهل كلُّ صعبٍ قاسِ |
وإذا تضايقت الأمورُ رأيتَه | حلاَّلُ مُشكلها بلا إلبــاسِ |
لا مجدَ إلا إن شحذتَ حدودَه | بعظامِ مَن عاداكَ والأضراسِ |
لا عِزَّ إلا إن غمدتَ حديدَهُ | في جُثةِ الباغينَ والأنجـاسِ |
قَضتِ المعالي بالبَعادِ عنِ الذي | تُخطا مضاربُهُ أعالي الرَّاسِ |
ما أبعدَ المجدَ الشريفَ منارُهُ | عن منزلِ العجَّازِ والأنكاسِ |
اللؤمُ كلُّ اللؤمِ في شخصٍ غدا | مُتوحشاً بالعجز يوم الباسِ |
جعلَ المذلةَ مركباً لسلامةٍ | قد ظنَّها والعارُ شرُّ لبــاسِ |
ويكَ انتبه إن السَّلامةَ بابها | قرعُ الكتائبِ لا اشتمامَ الآسي |
لا تحسبنَّ سلامةً موجودةً | إن لم تكُن في قطعِ رأسِ الآسي |
إن العدو لَعِلَّةٌ إن لم تُداوى | أهلكت والسيفُ فهْو الآسي |
يا لهفَ نفسي من همومٍ صيرت | قلبي بعظم مُصابهِ كالآسي |
ولطــالما حملَ الهموم تجلدا | مما يعاني نيله ويُقـــاسي |
ولقد بُليتُ بفقدِ سادات مَضَوا | ولهم من العَلياءِ طودٌ راسي |
إن تنسب الأشراف منا للذرى | فلهم من الذَّرواء هامُ الراسي |
قد كنتُ أرجو نصرَ دين محمد | في عصرِهم فمضوا فإبت بياسي |
إلا إذا ما أدركتَه عنايـــةٌ | تمحو بواردها صـدى الأدناس |
ولقد سبرتُ الناسَ طرا بعدهم | فرأيتُ شكواهم من الإفلاسِ |
ورأيتُ قوماً منهمُ ركنوا إلى الرَّا | حاتِ فانقَسموا إلى أجناسِ |
ما جئتُ شخصاً منهمُ مستنجداً | فرأيتُ منه نجدةَ الأكياسِ |
ولقد سئمتُ من الإقامةِ بينهم | ورأيتُ خيرا منزلَ الأرماسِ |
كيفَ المقام على تظاهُرِ مُنكر | وفسادِ أعيانٍ وقتلِ أنــاسِ |
من عزَّ بزَّ ومن دَعا لكريمةٍ | يُقلى ويُرمى بينهم بخســاسِ |
إن السَّلامة في اعتزالِ جميعِهم | لو صَحَّ ذلك للفتى النبراسِ |