تجلد أخي وخل الأسى
تجلد أخي وخل الأسى | وقم للمعالي ولا تيأسا |
فما نال مجدا فتى جازع | ولا نال خيرا فتى أيأسا |
وليس هماما فتى ظل في | جميع مطالبه ذا أسى |
وأنت خبير بأن الورى | إذا أحسن الدهر فيهم أسا |
فكن إن أتت نعم شاكرا | وكن إن جرى قدر كيسا |
وخذ من مراقي العلا مركزا | وخذ من لباس التقى ملبسا |
وشمر ذيولك للملتقى | وكن يقظا لا تكن نكسا |
ولا تطمع الخصم إن الخصو | م تطمع فيك إذا كنت سا |
أترجو المعالي وأنت فتى | تنام الليالي حليف النسا |
تهاب المنايا بحد الظبا | إذا اختلست في الوغى الأنفسا |
وتلقى الرزايا بوجه عبوس | وهل نال خيرا فتى عبسا |
فكن للنوائب مستوطنا | وبالموت في الحرب مستأنسا |
أتبذل جهدا لدار الفنا | وتمنح دار البقا بعسى |
أتبخل بالنفس في ذي العلا | وترجو به المنزل الأنفسا |
فخل التواني وقم للعلا | بقلب منيب ودع من قسا |
فليس تنال العلا بالمنى | ولكن بجد وعزم رسا |
وصبر على مضض النائبات | وضرب المهندة الأروسا |
فإما علاء بغير الظبا | وجز النواصي فلم تؤنسا |
وما طامع في علانا لها | إلى أن تجرعه الأكؤسا |
كؤوسا من الحتف معدودة | أعدت لفضل العلا محرسا |
فجزت رقابا وأبدت عجابا | وحيرت الرجل الأكيسا |
وقلت لديها أماني الدني | فرد إلى الذل منتكسا |
فمن ثم لست ترى من وفي | بعهد المعالي وإن أسسا |