خير الرجال فتى في الهول قد ثبتا
خير الرجال فتى في الهول قد ثبتا | ولم يفه عند خطب جازعا بمتى |
يرى المقادير حتما وهو منشرح | عند النوائب لا يخشى أتى وأتى |
ثبت الجنان على رغم العدو له | في الخضم ضرب يذيب الشامخ الصلتا |
تربأ به نفسه من أن يرى كسلا | أو أن يرى سهمه في الرمي منفلتا |
يرضى الحروب إذا لاقى الكماة وقد | ضاق الفضاء وغير السيف قد صمتا |
فيوسع الدهر صبرا إن بلي ببلا | وإن ولي ظفرا بالخصم ما شمتا |
يجزي المسيء بعفو والصديق عطا | وللمصر بما كفاه قد جنتا |
أكرم به رجلا حاز العلا شرفا | ولم يخف خطرا فيها ولا عنتا |
ولم يقر على ذل يعاينه | وليس ممن على ضيم العلى سكتا |
ولم يكن من أناس إن دعوت فتى | منهم تقبل وجه الأرض أو نكتا |
وإن يقل قائل يا للرجال ترى | أقواهم في اللقا بأسا وقد بهتا |
لكنه من أناس ظل مجدهم | في الناس ينشر منه العز قد نبتا |
إذا دعوت فتى منه لمكرمة | أجاب فورا إليها فهو نعم فتى |
يمسي ويصبح في عز وفي شرف | وفي علاء ببيض الهند قد نحتا |
وليس يدعى أخا مجد وذا شرف | من نام عن نوب الأيام أو كبتا |
لكنه من إذا خطب عنا رجلا | أتى ليدفع ذاك الخطب كيف أتى |
أما الجبان فكل الدهر يصحبه | ضيم العداة وإن خلت الفتى سمتا |
فكم سموت أخي حلم وذي أدب | يبيت منتصبا في ليلة قنتا |
يرضى الدناة لدين الله فهو على | كد العبادة ممن بالهوى مقتا |
فقل لذي خور إن الزهادة مع | ترك الحمية أمر بالهوى نعتا |
إن الحمية للإسلام قد شرعت | ومدحها في كتاب الله قد ثبتا |
فكن أخا أنفة مقرونة بهدى | تزاول الدهر حربا إن طغى وعتا |
لله در فتى يمسي ويصبح في | أثواب عز عليه المجد قد نبتا |