أللمجد بالناس ينتظر السعدد
أللمجد بالناس ينتظر السعدد | وعن منزل العلياء يقعدنا البعد |
أليس احترام الناس في طلب العلى | وإن لم تنل ما حاولته هو المجد |
وما الملك مطلوبا بشرع وإنما | مجانبة الأدنى هو المطلب القصد |
إذا المرء لم يرض بذل معيشة | وقام إلى العلياء ولم يسعد الجد |
وقد صار ذا مجد كريم وذا علا | وفوق اتساع الطوق لم يلزم العبد |
ومن كان ذا عزم وبأس وسطوة | وقام ولم يرزق علا فله الحمد |
علام يلوم الناس فيما أرومه | وإن فات ما أرجو وقد عظم الجد |
أعند تماديهم وإخماد عزمهم | وسوء مساعيهم ملام لمن يبدو |
ألم يكفهم أن العلا قد تهدمت | جوانبها فيهم وقد شرف الوغد |
وإن منار الدين أمسى مهدما | وعطلت الأحكام وانتبذ الحد |
رضوا بالتواني سلوة وتشعبت | همومهم جبنا فحاروا وما اشتدوا |
لقد قعدوا بين الخوالف جهرة | ولو أنهم شاؤوا الخروج له اعتدوا |
إلى الله أشكو أهل دهري فإنما | سبيل العمى فيهم هو المنهج الرشد |
أناس يرون العجز أربح متجر | وأوضح منهاج إذا سئل العهد |
لقد قطعت أرحامهم بينهم وقد | تسفهت الأحلام وانتشر الحقد |
فعزهم عجز وأما علاهم | فذل وأما دينهم فهو النقد |
فلم يرقبوا إلا ولا ذمة ولا | يتم لهم إن واعدوا أحدا وعد |
قصارى منى أقواهم مع تمرد | ظلامة من يقوى عليه إذا يعدو |
وإن شريف القوم من كنت أرتجي | به عضدا في الدين أقعده المهد |
غدا في نعيم العيش بغيا تلذذ | ومال به عني كواعبها النهد |
أما كل ذي أرب يود عناقها | ولكن شهم النفس أشغله المجد |
فلم يرع للغيد الحسان تعاهدا | ولم يرها شيئا وإن عظم الوجد |
أما في سبيل العز سلوة عاشق | إذا ما توالى فيه للإبل الوخد |
وكان على أكوارها كل وقته | يفور به سهل ويعلو به نجد |
يصادف منه الدهر درع تجلد | وإفرند عزم ليس ينبو به الحد |
فتهزم جند الخصم شدة بطشه | إذا قامت الهيجا وإن كثر الجند |
يراهم بعين الباس أحقر نجدة | فيلقاهم في الحرب وهو فتى فرد |
تنازل منه الفرقدين عزائم | فيسطو على الأقران بأسا ويشتد |
يهش إلى صوت المنادي بسالة | ويزحف للحرب الزبون ويعتد |
ويستسهل الصعب الشديد جلادة | وصبرا كذا يستسهل الرجل الجلد |
فمن لي بشار هكذا وصف حاله | يمحى به جور الزمان فلا يبدو |
ومن لي بشهم يعلم الدهر أنه | إذا لم يقم للمجد حاط به الكد |
ويدري بأن الأمر ليس بهين | فيصبر إن خيرا أتاه وإن جهد |
ويمضي على الأهوال لا متلعثما | إلى أن يواري جسمه ذاك اللحد |
يريد رضا الرحمن في ذاك كله | فيا شهم بشرى فالمحل هو الخلد |