قل للذي ترك العلى
قل للذي ترك العلى | لما رأى فيها البلى |
إن التماس المجد من | قطع السبسب والفلا |
في شدة الحر الشديـ | ـد ونار حرب تصطلى |
أمر إليه ينتهي | أقصى مرام العقلا |
فاطلب من العلياء بالـ | ـعزمات أعلى منزلا |
واشدد مرامك بالثبا | ت فإنه أصل بلا |
والصبر أسمى مركبا | إلى المعالي موصلا |
فتسنم النكبات في | أهوالها مسترسلا |
واعلم بأنك لا ترد | صروف دهر أعضلا |
إلا إذا لاقيته | بتجلد لن يفللا |
وذر الشكاية بابها | في كل حال مقفلا |
وخذ الحذار من الورى | في كشف سر للملا |
فبكتم سرك يا أخي | تنال ما لم تأملا |
وتفقد الآراء في | غاياتها متأملا |
فإذا رأيت صواب ر | أي فأته مستعجلا |
وذر التواني فالونى | في الخير لما يجملا |
واحرص على الفرصة في | تحصيل أمر أشكلا |
واحذر فلا يعدوك أمـ | ـر شمته لك مقبلا |
فالعقل ألا تغفلا | والكيس ألا تهملا |
والعجز أن تذر الذي | يأتي لما لم يحصلا |
واربأ بنفسك أن ترى | في الحزم ممن عطلا |
فالحزم حصن للفتى | إن لم يكن خيرا فلا |
لله در فتى تربـ | ـيه السياسة في العلا |
تأبى عليه نفسه | إلا المعالي الكملا |