خل عن ذكرى حبيب واللوى
خل عن ذكرى حبيب واللوى | واطلب المجد بما الكف حوى |
وابذل المجهود في نيل العلا | فالفتى إن لم ينلها في هوى |
لا تقل إن العدا في كثرة | كم كثير قد أهين فهوى |
قوم جالوت على كثرتهم | خذلوا والضد منصور اللوى |
لا تقل أني ضعيف فلكم | من فتى ساد على ضعف القوى |
لك في الصديق أعلى آية | بعد أن بيع على الأرض اجتوى |
لا تقل والجد عن ذا غافل | وإذا لم يقم الجد التوى |
فلعل الجد موقوف على | سبب منك فإن كان استوى |
لو تركنا المجد لما لم نجد | فيه نصرا فالعلا حالا توى |
إن أهل العجز في لذاتهم | ألفوا الذل على نيل الهوى |
تركوا المجد على غايته | في المعالي وغووا فيمن غوى |
قل لمن للعجز أضحى آلفا | وتملى خورا وما ارعوى |
ويك إن العجز يا ذا مفضح | ومقام الذل لا يرضى ثوى |
إن شهم النفس في عزته | عن مقام الذل في أقصى النوى |
لم ير المطمع فيه مطعما | لو رأى المكروه من عظم الطوى |
ما رماه دهره في حالة | خاذلا إلا على الدهر استوى |
أسر الدهر بسيف العزم إذ | لم يكن يثنيه عما قد نوى |
هزم الأيام بالصبر فما | عاقه منها ملم فذوى |
قد زوى كل لئيم الطبع عن | ساحة المجد الكريم فانزوى |
حرق الحساد منه فضله | وعظيم الفضل للنذل كوى |
لا ينال المجد إلا رجل | لشروط المجد طرا قد حوى |
لم ينم والمجد محلول العرى | وسبيل الحق مطموس الصدى |
حالف المجد على قطع الفلا | فارتقى كل مخوف وطوى |
لم يزر طيف الكرى مقلته | من مهم لحشاه قد شوى |
حمل النفس على مكروهها | فله فوق الثريا مستوى |
نقلت عنه أحاديث العلا | بعد أن باشر منها ما روى |