تحدر دمعي على سادة
تحدر دمعي على سادة | تخر الجباه لهم سجدا |
بنوا للمعالي بحد الضبا | وروس القنا منزلا أسعدا |
وصاددوا الكماة فدانت لهم | على الرغم لما رأوا مصيدا |
أبادوا العداة فليس النجا | لغير فتى بهم أسعدا |
وسادوا الورى فلذا لم ترى | على الناس من غيرهم سيدا |
إذا ما أراد امرؤ منزلا | من المجد صار لهم منجدا |
فتوج بالعز في أهله | وأحظي بين الورى سؤددا |
تمد الرقاب إلى قربهم | فكل الهوان لمن أبعدا |
تلوذ السراة وإن ملكوا | بصيتهم غارا أو أنجدا |
صدور المجالس قد شرفت | بنشر علومهم والهدى |
وتلك المدائن قد زينت | بحسن مكارمهم والندى |
بعلمهم إن بدا مشكل | وبأسهم في الوغى يهتدى |
بفعلهم وبقولهم | وخلقهم في الورى يقتدى |
فسقاهم الدهر بعد الكما | ل ونيل المعالي كؤوس الردى |
ألا أيها الدهر هدمت ما | بعزك في المجد قد شيدا |
ألست ترى أنه لم يقم | بعيدهم قائم للهدى |
أترجو الصلاح على ظهرها | وصالح في بطنها ألحدا |
وعبد الإله لنا سيد | فلم يبق دهري لنا سيدا |
وقد كان برا لنا مسعدا | فما أن تركت لنا مسعدا |
فبالله هل كان عبد الإلـ | ـه يقر على ذلة أو ردى |
ولله عيشيَ والراشدي | أخو الخير كان لنا مرشدا |
أقول وحق لمثلي يقو | ل بقيت بعيده مفردا |
بنفسي ليال مضت في العلى | تقبل فيها الأكف العدا |
ووجه الزمان لنا مشرق | ووجه الحسود يرى أسودا |
فلهفي على مجلس لم يزل | به الدهر يكتب ما خلدا |
ولهفي على زمن قد خلا | به الفضل والعدل قد أيدا |