أعامر أنت عندي خير صاحب
أعامر أنت عندي خير صاحب | وأنت فتى عددتك للنوائب |
أترحل عن أخيك على اختيار | وتتركني بلا قار وكاتب |
لقد ضاق الفضا على خليل | غدا بعد الأحبة دون صاحب |
لئن لم تأتني في كل يوم | لأعتمد الرحيل على النجائب |
وأضرب في نواحي الأرض شرقا | وغربا والجنوب وكل جانب |
على أي الخصال تقر عيني | بعيد الصالحين من الأقارب |
وبعد الراشدين وبعد من قد | علمت من الجحاجحة الثواقب |
وكنت أسلي نفسي عن نواهم | بصحبتك المطهرة الجوانب |
فأما اليوم فالأحزان أمت | جنابي والهموم مع النوائب |
فأعجب كيف لم يبيض شعري | على أني بذي الأهوال شائب |
مصيبة صالح يبيض منها | سواد الحالكات من الذوائب |
لعمرك هل رأيت لها نظيرا | على الأيام مع عدد المصائب |
وهل لسليله في المجد شبه | إذا عظمت لدى المجد المتاعب |
إذا لم يدر وجه الرأي قوم | فعبد الله ذاك الوجه صائب |
وإن وقفت عن الهيجا رجال | فعبد الله في الهيجاء واثب |
وهل كالراشدي سعيد جد | حليف الخير في كل المطالب |
إذا ما مشكل ألقاه حبر | تيمم حله بين العصائب |
وأما صالح قد جل من أن | يحيط بوصفه منش وكاتب |
فها من قد فقدت فهل تراهم | شموسا والورى طرا كواكب |
عذيري من أخي عذل تعاطى | عتابي عند هاتيك المصائب |
يعاتبني على أن سح دمعي | كسح الماطرات من السواكب |
أأعتبه وكان من العجائب | قبولي العذل في حكم النوائب |
رزايا قد تجلى الدهر عنها | فأودعت الحشا حر اللواهب |
ولو أنصفني العذال يوما | على حالي لما شمت المعاتب |
سأطلق مقولي ليزيح عني | من الأحزان شيئا أو يقارب |