إن جاء نصر الله والفتح
إن جاء نصر الله والفتح | وبطل التدليس والشطح |
وقام بالعدل همام به | يظهر من أفق العلى صبح |
وكان منه لأناس بغوا | وحرفوا دين الهدى ذبحوا |
لم يثنه والمجد شاهدة | عن العلى حرب ولا صلح |
إن قامت الحرب بدا منه في | أعراضها لزندها قدح |
وهو إذا ما أوقدت نارها | بنفسه في هولها سمح |
أو ميلا للصلح على وصمة | كان له عن صلحهم صفح |
قد أحرز المجد بما قد حوى | من وصفه وعظم النجح |
وصارت الأحكام منفوذة | وقد أقيم الحد والنصح |
رأيت وجه الأرض مستبشرا | عليه من نور الهدى لمح |
وكثر الخير لدى أهلها | وزادت الأرزاق والربح |
وملء الأفواه مدحا وما | كل مليك يمنح المدح |
فقل لأهل العجز هذا الذي | من الدعا إليه لا أصحو |
فهل فتى يسمع ما قلته | فيبدو منه للعلى نصح |
أشكو إلى الله زمانا به | في قلب كل مسلم جرح |
ترى البراغيث لما أرخت | أيدي كرام الأسد قد تمحو |
وقد ترى البازي في جوه | من البغاث هربا ينحو |
وقد كان بالأمس لنا سيد | له على هام العلا صرح |
من ساعديه للعلى مصرع | ومن نداه للورى سح |
ومن هداه لأهيل النهى | هدى إذا جن بهم جنح |
لم ينزل الجبن بساحاته | كلا ولا العجز ولا الشح |
يدفع ريب الدهر إن أمنا | ويهدي منه للعلى فتح |
فضم في الأرض وذكراه في | أفق العلى لنشرها نفح |
فاليوم إن ذبت على فقده | دمعا وطال بالفتى الشرح |
فلا تلمه أنه مرزاء | لحاله بفقده شرح |