قضت أحسابنا ألا تدينا
قضت أحسابنا ألا تدينا | لحكم الحادثات وإن رزينا |
وعزم صادق يأبى علينا | لغير المكرمات وإن بلينا |
وحاولت العلى منا نفوس | لها شرف يفوق الطائلينا |
تحاول نصر دين الله جهرا | وإطفاء لبغي المعتدينا |
وتحتسب المصائب والرزايا | ثوابا عند رب العالمينا |
فلا يحسب فتى أنا انثنينا | عن العليا لما فيها لقينا |
لقينا هدم ركن كان حصنا | من البلوى ونورا مستبينا |
همام ليس يرضى غير صيد الـ | ـكماة الصيد بين الصائدينا |
له همم تدوس النجم تيها | وعزم يبهر المتأملينا |
فكم ملك له عز منيع | تمنى من مهابته المنونا |
وكم دانت له بالرغم قوم | تعاطت موثقا ألا تدينا |
وباغ في عشيرته عزيز | تحالف قومه ألا يهونا |
أضاف بلحمه العقبان جهرا | وكفر قومه ذاك اليمينا |
ومشكلة بها العلماء أضحت | بداجي ليلها متحيرينا |
فحل عويصها وأماط عنها | نقاب الجهل بين العارفينا |
وكم من معتف لم يلف إلا | بساحته مرام المعتفينا |
أبا عيسى لقد أتعبت قوما | أتوا للمجد بعدك خاطبينا |
فكم جيش سحبت وكم كمين | قتلت وكم أنلت السائلينا |
وكم مجد علوت وكم علاء | سموت وكم قمعت المعتدينا |
فمن للمجد بعدك والمعالي | ومن للحكم بين المسلمينا |
لقد قضيت عمرك في مرام | تقاصر عنه جل الأقدمينا |
وأعطيت الشهادة وهي أعلى | مقام ناله المتقربونا |
فإن نرزأ بمثلك يا همام | فبالمختار قبلك قد رزينا |
لقد دفنت بقبر أنت فيه | خصال الأكرمين الأفضلينا |
جزاك الله عن ذا الدين خيرا | جزاء المحسنين المخلصينا |
وانهض للبرية في ذراها | فتى نجد يقد الدارعينا |
يرى الإحجام في الهيجا حراما | ويعتقد التقدم منه دينا |
تزف له الخلافة بين قوم | أباة الضيم كهف الملتجينا |
يرون الحق في طرف العوالي | وأن المجد نهج الأربعينا |
فيحيي ما أمات الدهر قدما | ويبني للعلى حصنا حصينا |
ويطلع للهدى شمسا علينا | وينشر سنة المختار فينا |
عليه من إله العرش أزكى | صلاة ما دعاه الكاملونا |