مايد
بوركت يا تلك الديار بمولد | جادت عليك ِ بوهجه الأقدارُ |
بقدومه غدت البلاد خمائلا | تشدو على أفنانها الأطيار ُ |
فلقد سقت منها الديوم مرابعا | كبشائر حفلت بها الأخبار ُ |
فاضت على قمم الجبال غزارة | تحتار من فيضانها الأنظارُ |
فكأنما تلك السيول بدفقها | بحرٌ من الأمواج أو أنهارُ |
و الشعب هلل بالسرور مفاخرا | بقدوم” مايد” و المنى أزهار ُ |
تتواصل الأفراح في مهج الدنا | و الليل يسكب شهده و نهارُ |
يا ابن القواسم كم تألق كالسنا | مجد لهم و شهامة ووقارُ |
قد أشعلت نيراهم سفن العدا | ببسالة يسمو بها الأحرارُ |
إن الخليج اليعربيّ لشاهدٌ | كم أُرْعِبَ الغازون والأشرارُ |
حملوا لواء الفتح نصرة دينهم | فاستسلمت بيدٌ لهم و بحارُ |
من آل بيت محمد خير الورى | الهادي المعصوم و المختارُ |
بدمائهم تسري أصالة جدهم | و بنوره كشفت لهم أسرارُ |
فغدت علوم الدين و الدنيا بهم | سيماهُمو فتهللت أنوارُ |
أنت النجيب و قل مثلك ماجدٌ | تزهو به الأيام و الأمصارُ |
ليثٌ إذا ما الخطب أنشب مخلبا | بربوع قومك واستغاثتْ دارُ |
لبّيتَ في ردّ النداء مجاهرا | بشكيمة , لك لا يُشقُّ غبارُ |
فجمعت ثوب العز من أطرافه | و تقلدتك مناقبٌ و فخارُ |
لا غرو في ذاك المقام و شأنه | يا أرفع الأنساب حين تثارُ |
إبنٌ لشارقة وصقر شموخها | ذاك الأميرالشاعرالمغوارُ |
و لخالد العلياء من رسم الدنا | عزا متوجة به جلفارُ |
فاحفظ بنيّ العهد دوما مثلما | يحنوعلى الدرالنفيس محارُ |
و كن الأمين بصونه و بقائه | شرعا تسيرعلى خطاه ديارُ |
يحميك رب العرش في ملكوته | و بنى عليك من الهدى أسوارُ |
واقبل رعاك الله فيض مشاعر | جادت بعزف غنائها الأشعارُ |