اليتيم السعيـد
راح يزهو عليه ثوب جديدُ | وعلى ثغره ابتسامٌ سعيدُ |
(برعمٌ) من براعم الجيل ما زال | طرياً غُصينه الأملودُ |
أيقظته أشعة (العيد) ينساب | على الكون فجرها المولودُ |
فصحا تشرق البراءة في عينيه | والطهر والرضى والسعودُ |
هبَّ من نومه يغني كما غنى | على الأيك بلبلٌ غرّيدُ |
وارتدى ثوبه القشيب وهزت | قلبه الطاهر النقي البرودُ |
فمضى يملأ الشوارع رقصاً | وغناءً يفيض منه الوجودُ |
مرحاً ( في طفولة) يستحب الرقص | منها ويستلذّ النشيدُ |
مرّ من جانبي يزقزق (كالعصفور) | في كل خطوةٍ تغريدُ |
فهفت مهجتي إليه حناناً | أبوياً يضمه ويزيدُ |
وتأملته ملياً وفي قلبي | سؤال به لساني يميدُ |
وسألت الوليد في نشوةِ العيد | وقد سرّ بالسؤال الوليدُ |
ابنُ من أنت يا بنيّ ؟ وأصغيت | إليه وبي اشتياق شديدُ |
فرنا باسماً إليّ بعينٍ | شاع في لحظها الجوابُ السديدُ: |
أنا يا سيدي (يتيم) ولكني | (سعيد) لا بائسٌ أو شريدُ |
سكني وارفٌ ومائيَ مسكوبٌ | وزادي مرفَّهٌ منضودُ |
وفؤادي تربُّه من يد العلم | يدٌ برَّة وقلبٌ ودودُ |
فانتشى قلبي المغرد وانثالت | قوافيه واستفاض القصيدُ |