يا ربيـع الحيـاة
يا ربيع الحياة أين ربيعي | أين أحلامُ يقظتي وهجوعي |
أين يا مرتعَ الشبيبة آمالُ | شبابي وأمنياتُ يفوعي |
أين يا شاعرَ الطبيعة لحنٌ | صاغه القلب من هواهُ الرفيعِ |
رددته مشاعري وأمانيّ | ورفّتْ به حنايا ضلوعي |
يا ربيعَ الحياة ما لحياتي | لونها واحدٌ بلا تنويعِ ؟! |
لا شتاءٌ ولا ربيعٌ (… ) سوى الصيفِ | في لظاه الفظيعِ ! |
يا ربيع الحياة هل لك أن تحنو | على روضةٍ بلا ينبوعِ ؟! |
أحرقتها أشعة الصيف حتى | جرّدتها من زهرها والفروعِ |
ورمتها السموم من كل فجٍّ | بالأعاصير في الضحى والهزيعِ |
وهي ترنو إلى الحياة بعين | تتحدى الأسى بغير دموعِ |
أصلها ثابت ومن كرم الأصلِ | صراعُ الردى بغير خضوعِ |
يا ربيع الحياة هل لك أن تحنو | على نغمةٍ بلا توقيعِ ؟! |
حملتها إليكَ أجنحة الفنّ | وألقتْ بها لغير سميعِ |
لم تجد مزهراً يوقع لحناً | من أغاريدها بصوت بديعِ |
بخلَ الدهر بالأنامل والأوتار | والعود يا له من مَنوعِ |
وهي لما تزلْ يرنّ صداها | ملء سمع الدنيا بلحن وديعِ |
يا ربيع الحياة هل لك أن تحنو | على بلبل سريع الوقوعِ |
حسِبَ (الحب) في الأحابيل (حبا) | فهوى نحوه بقلب الرضيعِ |
فتردى ولم يزل يسكب اللحن | غزيراً يا للصفاء الطبيعي |
فإذا ما سما جناحاه للجوّ | تهاوى في قيده كالصريعِ |
وهو ما زال شادياً يعشق الحسن | ويشدو شدو الطليق الخليعِ |
يا ربيع الحياة هل لك أن تحنو | على فكرة بلا تشريعِ ؟ |
أهملتها الحياة واختلف الدهر | عليها في سيره والرجوعِ |
جثمت في الدجى يغلفها الصمت | وشعت في قلبه كالشموعِ |
لم تجد عالماً يفصل معناها | ويختارها لخير الجميعِ |
وهي في صمتها تشير وترنو | بسناها للعبقري الضليعِ |