حيــرة
هي دنيا كما تراها عجيبَةْ | كل حيٍّ يذمُّ فيها نصيبَهْ |
يستوي ساكنوا الخدور على ذاك | وسكان ذي القصور القشيبَهْ |
حار في لغزها فلاسفة الفكر | وعادت أفكارهم مستريبَهْ |
أعجزت حكمة (المعري) وشطحات | (النواسي) ودب كلٌ دبيبَهْ |
أنت لا تستطيع حلّ أحاجيها | فعشها جديبةً أو خصيبَهْ |
مسرحٌ صاخبٌ لكل فؤادٍ | قصة في فصوله وحبيبَهْ |
نحن فيه الممثلون وإن كنا | أمام الستائر المنصوبَهْ |
والذي يصنع الرواية إيايَ | وإياك حلوة أو كئيبَهْ |
فامضِ يا صاحبي فقد فرغ الفكر | من الفلسفات وهي جديبَهْ |
أنت في حالة تسرّ فترضي | فتراها لكل داء طبيبَهْ |
وترى أنك الجدير بجدوا | ها وإن أخطأت بذاك مصيبَهْ |
فإذا أخطأتك يوماً تجلَّت | لك شوهاء جلفة كالمصيبَهْ |
فلمن هذه الحياة ؟ فإني | كلما زدتُ حكمةً زدتُ ريبَهْ |