هويــة الإنســـان
خارتْ قواهُ وخانه جلدُهْ | وانْهارَ من آلامه جسدُهْ |
شيخ يجر وراء منكبه | عمراً تكاد خطاه تفتقدُهْ |
في مقلتيه وفي ملامحه | صورٌ يخطُّ رسومها نكدُهْ |
البؤس مائجةٌ غواربه | في شيبهِ متدفق زبدُهْ |
والفقر هائجةٌ عواصفه | في وجهه متربِّدٌ لَبدُهْ |
أبصرته يمشي وقد شخصت | عيناه واعتمدت عصاه يدُهْ |
تهوي به رجلاه حيث هوت | والدرب يلفظه ويزدردُهْ |
في كل زاوية له أمل | يقتاده من محسن يجدُهْ |
ممدودةٌ يده متمتمةٌ | شفتاه ما يوحيه معتقدُهْ |
يمضي النهار ولم تنل يده | يا للأسى – شيئاً ولا كبدُهْ |
حقروه فانتهزوه وابتدعوا | رأياً هدى الإسلام ينتقدُهْ |
سألوه في زهوٍ وغطرسةٍ | ماذا هويته؟ وما بلدُهْ ؟! |
فأجابهم والدمع يخنقه | عبراته والجوعُ يضطهدُهْ |
بشريتي بلدي وكل ثري | في الأرض يغذوني أنا ولدُهْ |
وهويتي الإنسان ما خفقت | أحشاؤه وتحركت غددُهْ |
وانهار من ألم ومن نصبٍ | فصحا النهى وتحللت عقدُهْ |