الكون الفسيح
لا تلمني فلا يلام الجريح | حين يشكو ، وحين تشكو الجروحُ |
لا تلمني فلا يُلام طريدٌ | لا يلام المظلوم حين يصحُ |
لا تلمني ، لمْ خافقاً بين جنبيـ | ك ، لم يخفقْ ، لم تحتضنه القروحُ |
و أنا لن ألوم من مات حسّاً | إنما اللوم للذي فيه روحُ |
لا تلمني وجهي يلوم صنيعي | وفؤادي فوق المآسي طريحُ |
كم أرى في الوجوه مثلك وجهاً | عربيّاً عن كلّ خيرٍ يُشيحُ |
هي دنياً بعض الورى مات همّاً | وكثيرٌ من اهلها مستريحُ |
أنا يا سيّدي صريحٌ بحبّي | والذي يحفظ العهودَ صريحُ |
خدّرتنا بعض القصائد عمدا | أوهمتنا أن الرثاءَ مديح |
فاتحتنا بكلّ فتحٍ جديدٍ | تتدلّى من ناظريه الفتوح |
وسيوفٌ دمُ العدا في ظُباها | وجوادٌ عبلُ الذراع جموحُ |
وأرتنا وجه الحقيقة كسْفاً | فتبدّى القبيح وهو مليحُ |
لا تلمني ياملهمي فالقوافي | أحرقتني والشعر جمرٌ وريحُ |
ضقتَ بالحق من فمي يامحبّي | ولقد ينكر الفصيحَ فصيحُ |
وأنا لن يضيق باللوم صدري | إن صدر المحبّ كونٌ فسيحُ |