نخلة الوادي
نخلة الوادي المقفر : كلاك الدهر | ما بقى لك سوى الهامة وعودٍ نحيل |
يابساتٍ عذوقك ما تعلّق ثمر | راكعاتٍ غصونك فوق جذعٍ هزيل |
وقفة العابد الخاشع يصلي السَحر | واقفٍ بين أيادي الله وقفة ذليل |
وقفتك موت ولا ضيم ولا قهر ؟ | يا ترى ، أو طقوس الحزن عند النخيل !؟ |
نخلة الوادي اللي صارت أرضك قفر | ما بها إلا سباع البر وابن السبيل |
موحشة ، كن ما قد حلّ حولك بشر | ولاتنفس بواديك النسيم العليل |
ذاك يوم الأمل كاسيك لونٍ خضر | عاد مطويّتك حيّة ، وظلك ظليل |
يوم كنتي ليا هبّت هبوب العصر | موعد الفيّ والعصفور والسلسبيل |
يستريح التعب تحتك ويبرا الصدر | من هموم الحياة اللي تحط وتشيل |
أنتي اللي هديتي الليل درب الفجر | لين بشويش علّمتي الحمام الهديل |
وانتي اللي عزفتي للنسايم وتر | هي تغني طرب وانتي غصونك تميل |
وانتي اللي قبلتي للظلال العذر | لين نوّخ على بابك يدوّر مقيل |
كل هذا الجميل وضاع فيهم هدر !؟ | صدق هم هاجروا من دون رد الجميل !!؟ |
كان حتى ولا خلوا رسالة شكر | فالوفا كذبة تصديقها مستحيل !! |
قلب يا اللي حضنت الحلم حتى كبر | وانت تسقيه من نبض مهو بالبخيل |
يا كبر وجعتك لامن وصلك الخبر | إنّ حلمك على باب الحقيقة قتيل ! |
عذبتني الروابع بين مدّ وجزر | كنـّي مرابطٍ بين اللهب والفتيل |
في محطة رحيل اقفت طراة العمر | نعنبو هالعمر كله محطة رحيل !!؟ |
أشرب الحزن كاسٍ ثلجها من جمر | وانثره دمعة ماهي تبلّ الغليل |
دمعة الحزن كنها تنّحت من صخر | طعمها مثل طعم الموت مرٍ ثقيل |
لا بغت تطلع انهدت من أقصى النحر | واسكنت باسفل الحاجر وعيّت تسيل |
تحرج العين لا ترجع ولا تنحدر | تاقف هناك فـ عيون الحزانى دليل |
نخلة الوادي ان كانه بقى بك صبر | فاقسمي لي شويّ ٍ جعل عمرك طويل |
اقسمي لي وانا باعطيك كثره شِعر | سلفيني قليل أعطيك مثله قليل |
كلنا – يا معلمتي – ضحية سطر | الوفا كذبة تصديقها مستحيل . |