“الحج”
لبَّيْك يا ربَّ الحطيم وزمزمِ | يشدو بها قلبي وتعبقُ في فمي |
رباه جئتُكَ والدُّعاءُ سقايتي | يروي شراييني ويغسل أعظمي |
لا زاد لي إلا صحيفةُ توبةٍ | ورجاءُ ذي شغفٍ بوصلكَ مُغْرَمِ |
رباه لا أحدٌ سواك يجيرني | مما أكابدُ فاعفُ عَنِّي وارحمِ |
* * |
|
“2” |
|
ربَّاه جئتكَ طائعاً مستنجداً | تكْوي حشاشاتي مراراتُ النَّدمْ |
جاوزتُ في درب الخطيئات المدى | وغرقتُ في لُججِ الندامة والألم |
فأَقِلْ عِثاري إنْ كبوتُ أو اعتدى | زمنٌ تمرَّس في معادات الأممْ |
واجعلْ طريقي بالصلاح ممهَّداً | وأنرْهُ بالحسناتِ ياربَّ الكرم |
* |
|
“3” |
|
رباه جئتك تائباً مستغفراً | أشدو بآهات التضرع والخضوع |
ولزمت بيتك والسكينة لي قرى | والشوق تصرخُ ناره بين الضلوع |
يا من يرى من أمرنا ما لا نرى | هيهات أن تمحو خطايانا الدموع |
إن لم تجد بالعفو تهلكنا السرى | لا أنجم تهب الضياء ولا شموع |
* |
|
“4” |
|
ربَّاه أسْرِفُ في الضَّلال وتغفرُ | وأهدُّ أبوابَ الصلاحِ وتجبرُ |
كم جئتُ أحملُ مهجةً من لهفةٍ | ظمأى تكادُ من الصدى تتفطَّرُ |
وعلى جفوني أمنياتٌ برَّةٌ | رفاَّفَةٌ بظلالها تتمحظرُ |
أنتَ الكريمُ وسعْتَ بالحُسنى الدُّنا | ترسو بها سفنُ العبادِ وتُبحرُ |
* |
|
“5” |
|
ربَّاه جئتُك والأشواقُ تحتدمُ | وبين أوردتي يستوطِنُ الألمُ |
أتيتُ أحملُ أثواباً مهلهلةً | من الأمانيِّ لم يحفلْ بها علَمُ |
أتيتُ أسعى بآثامٍ معربدةٍ | لم يحْمني نسبٌ منها ولا رحمُ |
أقودُ بين ضلوعي عاشقاً ولِهاً | يموجُ فيه الأسى والحزنُ والندمُ |