مـواكــب بــدر
طَـوِّفـي حَيْثُ شِئتِ هـذي المَغَاني | زَهَـرَتْ بـالقَصيـدِ والمهْـرَجَـانِ |
يـا لَنَفْـح الإِيمـان يَنْشُـرُ طِيبـاً | مِـنْ فَعَـالٍ ورَفّـةً مِـنْ بَـيَـانِ |
يا لَنُـورٍ يَشُـقُّ مِـنْ ظُلْمـةِ اللّيْـ | ـلِ وَيَسْري بَينَ الضُلُوع الحَوَانَـي |
يَـا لَهَـا خَفْقَـةٌ مِنَ الكَبِـدِ الحَـ | ــرَّى وَدَفْـقٌ مِنْ رَحْمَـةٍ وَحَنانٍ |
أَسْعِفينَـا فكـمْ ضَلَلْنـا و تـاهَـتْ | في الـدَّيـاجيـر خُطْـوةُ الإِنسـانِ |
أَسعِفيـنَـا بـآيـةٍ مِـنْ بَـيَـانٍ | شَـعَّ مِنْ جَوهَـرٍ كَـرِيم المَعَـاني |
كُـلُّ حُـرِّيَـةٍ تَـمُـوتُ إذا لَـمْ | تَـكُ حُـرِّيَّـةً لـصـدقِ لِـسَـانِ |
كُـلُّ حُسـنٍ يَمُـوتُ فِينـا إِذا لـمْ | يَـكُ أَغْـلاهُ آيَـةً مِـنْ بَـيَـانِ |
كـمْ سَقَطْنـا وَمَا نهضنـا فَأْهْـوتْ | بَيْنَ أَوْحـالـنا خُطَـا الفُـرْسَـانِ |
كـمْ خَنَقْنَـا عَلى الحَنَاجـرِ أَصْـوَا | تاً فمـاتَـتْ في غُـصَّـةٍ وَهَـوَانِ |
الحُـرُوفُ الخَـرْسَـاءُ ذُلٌّ ومَـوتٌ | دُفِنَـتْ بَـيْـنَ مُجْـرمٍ وَجَـبَـانِ |
لَهْفَـةُ الشَـوْق لَـمْ تَـزَلْ تَتَعَالَـى | بَيْـنَ أَحْنائِنَـا ، وصَفْـوُ الأمَانـي |
أَسعِفِينَا بِرَوْعَـةِ الحَـرْفِ يَجْـلُـو | عِـزّةً أو يُعِـيـدُ مِـنْ إِيـمـانِ |
كـمْ عَـدُوٍّ تَـرَاهُ يَقْتُـلُ فِـيـنَـا | وَمْضَـةَ الحَرْف من هُـدًى وجِنـانِ |
يَـالِـذُلّ الإِنْسَانِ يَطْـرَحُـه الكُفْـ | ــرُ شَتِيـتَ الأهْـوَاءِ والأشجـانِ |
يَـا عَبيـداً يَسُوقُها السوطُ في الأرْ | ضِ فَتَمضِـي هُنـاكَ كـالقِطْعَـانِ |
سَـرَقُـوا الوَمْضَـةَ الغَنِيَّـة لكـنْ | أشـرقـتْ رغم ذاك منهـا اليـدانِ |
سـرقـوا العطـر ثمَّ ولَّـوْا ولكـن | نَثَرَتْـهُ الـخُطـا بِـكُـلِّ مَـكَـانِ |
كُلَّمَـا أَوغَـل الجبَـانُ بِـظُـلـمٍ | جَعَـل اللهُ فُـرْجـةً مِـنْ أَمَـان |
يَـا لِـذُلِّ العَبيـدِ تَـرْكَـعُ في دُنـ | ـيـا ” أَبُولُّـو ” في زحمَـةِ الأوِثانِ |
كُـلَّ يَـوْمٍ لـهُـمْ إِلـهٌ جَـديـدٌ | يـا لِـذُلّ الأَرْبَـابِ والـعُـبْـدَانِ |
نَحَتُـوه مِـنَ الخُـرَافَـةِ والجَهْـ | ـل وصَاغـوهُ مِنْ هـوىً فَـتّـانِ |
كُـلَّ يَـوْمٍ لَهْمُ مَـذاهـبُ شتَّـى | مِـنْ ضَلالِ اليُونـانِ والـرُّومَـانِ |
ثُـمَّ سَمَّـوهُ فلسَفَـاتٍ وفِـكْـراً | بـيـن جُورِ الـضَّـلالِ والبُهْتَـانِ |
فِتْنَـةٌ أشْعَـلَـتْ أَبَـالسـةُ الأَرْ | ض لَظَـاهَـا تَمُـدُّ مِـنْ نِيـرَانِ |
فَـدَعُـوهَـا يَا قـوم ! أَيُّ فَسـادِ | لِـبُـنـاةِ الأَجْـيَـالِ والأَوْطـانِ |
لا تُـرَاعي يَا نَفْسُ ! هُـم جُبَنـاءٌ | مَـا أَذَلَّ الجَبَـانَ عِـنْدَ الجَبـانِ |
هـا هُنـا نَفْحَـةُ النُّبُـوَّة مِنْ بـدْ | رٍ وهـذي مَـلاحِـمُ الـفُـرْقـانِ |
هـا هُنـا تُصْنَـعُ الرّجَـالُ وتُبْنَـى | أُمَّـةٌ بـيـنَ آيَــةٍ وَسِـنَـانِ |
يَا لَبَـدْرٍ ! وَيَـا لَمَعْـرَكَـةٍ تَـمْـ | ـضي مضيَّ الـدُّهُـورِ و الأزْمَـانِ |
يَنْحَنِي عِنْـدَهـا الزّمَـانُ فَيَلْـقَـى | شُعَـلاً مِـنْ عَـزائِـمِ الإِيـمـانِ |
في مَيَـادِيِنهَـا تَمُـوجُ اللَّيـالـي | و دَوِيٌ مِـنْ أيَــةٍ و أَذَانِ |
والتْطامُ الزُّحُوفِ ، حَمْحَمـةُ الخَيْـ | ــلِ ، نِـداءُ الرَّحـمـن للإِنْسـانِ |
عَبْقَـريُّ الجِهَادِ مِنْ عَزْمـةِ الشّـوْ | قِ ، ومِـنْ مُهْجَةٍ ، ومِـنْ إِحْسَـانِ |
عَبَـقُ المجْـدِ كُلُّـهُ في الثَّنَـايَـا | في ذُراً أشْـرَقَـتْ وفي وُدْيـانِ |
كُـلُّ شِبْـرٍ مُضَـمَّـخٌ بِـدِمـاءٍ | كُـلُّ سَـاحٍ زَهْوُ الرُّبـى والمَغَـاني |
هـا هُنَـا يُرْفَـعَ القَصِيـدُ ويُبْنـى | أَدَبٌ مُلْهِـمٌ وفـيـضُ مَعَـانـي |
أَدَبٌ يَرْتَـوي الـبَـيَـانُ لَـدَيِـه | مِنْ حَـديثِ الرَّسُـول ، مِنْ قـرْآنِ |
هُـو نَبْـعٌ مِنَ الهِـدَايـةِ ، فَيـضٌ | مِـنْ وَفَـاءٍ ، وخَفْقَةٌ مِـنْ جَنَـانِ |
طَابَ ليْ عِطـرُها ! فَكَمْ رَفَّ مِنْهـا | عَبَـقُ الصِّـدْق أَو شَـذَا الإِحْسَـانِ |
خَشَعَـتْ أَضْلُعـي لآيَتِهـا الـكبْـ | ـرَى وإِشْـراقِ جَـوْلـةٍ وطعَـانِ |
هَاجَنـي الشّـوْقُ مِنْ هَـوىً فَتلـ | ــفَّتُّ ! ونَادَيْتُ : أَيْنَ عَزْمُ البَانـي |
أَيْنَ أَمْجَـادُ أُمَّتي ؟ ! كيف تَـرْضَـ | ـون ” أبُـولّـو” ودعوةً مِنْ هَـوَانِ |
ها هُنَـا تَزْخَرُ البُطُـولاَتُ في التَّـا | ريخ مِنْ صَـادِق الـوَفَاءِ و حَـانِ |
فَتَنَـاوَلتُ مِـنْ هُنَـاكَ مِـنَ التّـا | ريخ ، مِنْ رَوضَـةٍ وَمِـنْ بُسْتَـانِ |
جَوْهَـرَ المجْـدِ أَوْ لآلـيءَ فَـتْـحٍ | أَوْ عُقُـوداً مَنْظُـومَـةً مِنْ جُمَـانِ |
وَوُرُوداً تَـفَـتَّـحَـتْ وَزُهُـوراً | عَبَقَـتْ بالشَّـذَا ، ونَـفْـحَ جِنَـانِ |
فَـإِذَا كُـلُّـهـا تَـجَـمَّـعُ آيـاً | فـي فُـؤادٍ حَـانٍ وفـي وِجْـدَانِ |
لَمْحَـةٌ تَجْمـعُ الفَـرَائِـدِ مِنْ بَـدْ | رٍ ومِـنْ وثْـبَـةٍ وزَهْـو يَـمَـانِ |
لا تَغِيبـي عَنَّـا مَيَـاديـنَ بَـدْرٍ | أَطْلِقي مِـنْ مَـواكـبٍ وعِـنـانِ |
وَثبِـي يا مَوَاكِـبَ الحَـقِّ طُوفـي | بَينَ نَصْـرٍ وبَيْن صِـدْقِ الأمَـانـي |
وَاصْدُقي الله واطْلُبي الجَنَّة لا الدُّنـ | ـيَـا ولا زُخْرُفَ الحَيـاةِ الفـانـي |
إِنَّ أَعْـلَى البَـيَـانِ دَفْـقُ دِمَـاءٍ | فَجّـرَتْـهـا مَـوَاقِـعُ الإِيـمـانِ |
كُـلُّ حَـرْفٍ يَصُـوغُـه دَمُ حُـرٍّ | هُـوَ نُـورٌ يَسْـري مَـعَ الأزْمـانِ |
لَفتـةٌ مِنْـكَ يا أَخي رفَّ منْهـا الـ | ـشَـوْقُ للحـقِّ أو نَقَـيُّ الأمانـي |
لفْتـةٌ حُـلْـوةُ ومَدْرَسَـةٌ كُـبْـ | ــرى ودارٌ مَـشْـدُودةُ الأركـانِ |
وكَـأَنّـي أَرَاكَ قمْـتَ ! تَـلَـفَّـ | ـتَّ ! ونَـادَيْـتَ يَا رِجـال البَيـانِ |
انْهَضُـوا ! أَدركـوا البَيَانَ وصُونُوا | لغـة الحَـقِّ مِـنْ عَـدُوٍّ جَـانِـي |
ودَعـي أُمَّـتي مَـذَاهِـبَ يُـونـا | نٍ وأَوْهَـام جَـاهِـلٍ مُـتَـوانِ |
وانْهضـي ! هـذه مَـدْارِسُ بَـدْرٍ | أطلِـقـي مِنْ مواكِـبِ الفُـرسـانِ |
كِمْ رَمَـى الحِقْـدُ والتّحاسُـدُ فينـا | خَـيْـلـنـا في مَتَـاهَـةٍ وَهَـوَانِ |
لَكَ مِنّـي تَحِـيَّـةٌ يـا أخـي أَحْـ | ـمَـدُ ! صفْوُ الـدُّعَـاءِ والإِحسانِ |